Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

حوار| أسامة كمال: معرض Cairo ICT قصة نجاح تستحق الدراسة وتمثيل حقيقي لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري محليا ودوليا

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق الدورة الخامسة والعشرين لمعرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا Cairo ICT وهي دورة اليوبيل الفضي بمناسبة مرور 25 عاما متصلة على إقامة هذا الحدث الدوري منذ انطلاقه منذ عام 1996، وهو ما يؤكد عدة رسائل في مقدمتها استمرار إقامة المعرض رغم كافة الأحداث والمتغيرات التي شهدتها مصر السنوات الماضية لاسيما القرن الأخير.

كان ولا يزال معرض Cairo ICT منصة التقاء الشركات والعارضين من الشرق والغرب والشمال والجنوب فلم يكن يومًا معرضًا محليًا، ولا طالما احتضن ضيوف شرف من دول مختلفة بالشرق الأوسط وافريقيا، كما شهد تواجد أبرز الشركات العالمية التي تتربع على قمة الشركات الأعلى قيمة بين العلامات التجارية، ولا يزال المعرض يتوسع حتى بات يحتضن العديد من المعارض الموازية المتخصصة في مجالات جميعها يلجأ للتكنولوجيا والاتصالات كمحرك رئيسي، فأصبح معرض بافكس علامة مستقلة في مجال معارض التكنولوجيا المالية، كما أصبح معرض TransMEA لتكنولوجيا النقل معرضًا مستقلًا بذاته بعدما ولد في Cairo ICT، وها نحن نشهد العام الجاري مولد نجم جديد يداعب أحلام ومستقبل الشباب تحت اسم كونكتا، هذه لمحة من مقتطفات ما تشهده الدورة الخامسة والعشرون لمعرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا Cairo ICT لنستمع بعدها لحديث الإعلامي أسامة كمال الرئيس التنفيذي لشركة تريد فيرز المنظمة لمعرض Cairo ICT عن أبرز التحديات التي واجهته، والمفاجآت التي يحضرها لهذا العام. 

إلى نص الحوار..

في البداية نريد أن نعود للوراء وتحديدا عام 1996 حينما فكرت في إقامة معرض للاتصالات.. من أين جاءت الفكرة وكيف تم تنفيذها؟

القصة بدأت معي قبل ذلك، حيث كانت لديّ تجربة في تنظيم المعارض عام 1991 حينما قمت بتنظيم معرض لاكازا للأثاث، واستمر المعرض إلى أن قررت تنظيم معرض آخر متخصص في الاتصالات، وبالفعل نظمنا أول دورة له عام 1996، وكنت أرى وقتها حدوث تلاحم وشيك بين الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والإعلام، ولذلك أسسنا المعرض وكان اسمه المعرض الدولي الأول للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والأقمار الصناعية والبث.

أتذكر وقتها تواصلنا مع شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والصعوبات التي واجهناها معها، فلم ترى الشركات في تلك القطاعات وجود علاقة محتملة بينها، فعلى سبيل المثال، كانت شركات الاتصالات ترى عدم وجود ضرورة لإقامة معرض لأنشطتها، لأن العميل الوحيد لديها وقتها هو الهيئة القومية للاتصالات!

في لحظة مفصلية، في يوليو 1996، تمت الموافقة الرسمية على إطلاق أول شبكة محمول في مصر، والتي تحدد لها نوفمبر 1996، وهو نفس توقيت المعرض، تجمعت الأحداث معا، فتحولنا من منظمي معرض نبحث عن تمويل وشركات إلى إقبال غير مسبوق من الشركات للاشتراك بالمعرض، وبذلك ركزت أولى دورات المعرض على الموبايل، وبالفعل أطلقت أول شبكة محمول في مصر خلال معرضنا.

على مدار السنوات الماضية للمعرض، هل لمست مدى اهتمام الشركات بأن يكون المعرض فرصة لهم لإطلاق المبادرات والمنتجات الجديدة؟

حرصنا طوال دورات المعرض، وعلى مدار الـ25 عاما منذ تأسيسه، على أن يتم إطلاق المبادرات الجديدة من خلاله، فثالث شبكات الاتصالات في مصر أطلقت لدينا، وكذلك الإنترنت فائق السرعة والإنترنت المجاني ومبادرة حاسب لكل بيت، ولا زال معرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا “كايرو آي سي تي” هو منصة الدولة والشركات المصرية التي تعتمد عليها في إطلاق مبادراتها وعروضها وخدماتها الجديدة.

ما هي مراحل التطور التي مر بها معرض Cairo ICT، ومنها التطور في رؤية المعرض طوال مسيرته؟

معرض Cairo ICT مرّ بعدة محطات فارقة على مدار تاريخه، وكان تركيزنا على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT، والتي لا تعد مجالا بذاتها، لكنها محرك رئيسي لجميع المجالات التقنية، كما الكهرباء، لا تراها بذاتها، بينما تملأ تطبيقاتها المفيدة العالم من حولك.

كانت رؤية معرض Cairo ICT أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT هي المشغل الأساسي لكل تقنيات حياتنا، في الحاضر والمستقبل.

في 2008، بدأنا التفكير في قطاعين مهمين، هما قطاع البنوك والمدفوعات وقطاع المدن الذكية والمنازل الذكية.
كان العاملون في قطاع البنوك ينظرون إلينا بغرابة إذ لم يتصوروا وقتها وجود رابط بين أنشطة مؤسساتهم وبين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، خاصة أنه لم تكن هناك خدمات المدفوعات الإلكترونية والرقمية الموجودة حاليا.

بالمناسبة، نحن نفخر في معرض Cairo ICT بأننا الشيء الوحيد في مصر الذي استمر انعقاده طوال 25 عام متصلة دون انقطاع، حتى خلال فترة التوتر السياسي في مصر في عام 2011، تم انعقاد المعرض بعد تأجيله لفترة 3 شهور فقط.

في 2011، اتخذنا قرارا استراتيجيا في معرض Cairo ICT، وهو التركيز على الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والإعلام، والتأجيل المؤقت للمدن الذكية والمدفوعات، وفي 2013، اتسعت دائرة نشاط المعرض، فأطلقنا معرض ومؤتمر التكنولوجيا المالية PAFIX، لنصبح من أوائل من تحدثوا عن الشمول المالي، بل تحركنا منذ 3 أو 4 سنوات خارج الشمول المالي إلى ما يسمى بالشمول الرقمي.

في دورة هذا العام، يعرض معرض Cairo ICT تكنولوجيا المدن الذكية، تحت مسمى “قمة المدن الذكية” Smart City Summit، والتي ستعرض العاصمة الإدارية الجديدة والكثير من الشركات، سواء مقاولين أو مطورين أو شركات تقنية.
لذا أصبح تركيزنا –كما ذكرت- على أن تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ICT هو المحفز والمحرك للصناعات الأخرى، من أجل تطوير تطبيقات نافعة لمجتمعنا والمجتمعات المشابهة.

ودعنا نعود إلى 4 سنوات مضت، في دورة معرض Cairo ICT لعام 2018، عندما رأينا أن المجال القادم هو مجال النقل الذكي، واقترحنا فكرة تخصيص جزء من المعرض للنقل الذكي، على غرار تخصيصنا لجزء من المعرض للمدفوعات Payments.

كنا نرى أننا لن نستطيع حل مشاكل النقل إلا بإدخال الإمكانيات التكنولوجية عليها، واليوم، في دورة العام الجاري، أصبح الجزء المخصص لمعرض النقل، الذي أصبح معرضا قائما بذاته اسمه TransMEA، أصبحت مساحته اليوم 25 ألف متر مربع، بعد أن بدأت بمساحة 1500 متر مربع، تشارك فيه أكبر شركات في العالم في السكك الحديدية والأنفاق (قطارات الأنفاق والمترو) والطرق ونظم الطرق الذكية والنقل البحري.

في العام الماضي، كانت مساحة معرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا Cairo ICT حوالي 30 ألف متر مربع، كان نصفه مخصص للنقل، وهذا العام، مساحة 30 ألف متر مربع مخصصة لمعرض النقل الذكي.

زوار معرض Cairo ICT، هذا العام، سيشاهدوا بأنفسهم عند دخولهم للمعرض القطار أحادي الخط “مونوريل”، القطار الحقيقي، لا نموذج مصغر أو ماكيت، ليلمسوا بأنفسهم نظام النقل الجديد الذي سيتم إطلاقه في مصر قريبا، وفي نفس الوقت، سيرى زوار المعرض القطار الكهربائي الخفيف معروضا بالكامل أمامهم.

إذن، كانت الرؤية من 4 سنوات أن ندخل بالمعرض في مجال النقل، ولم نكن نتخيل أن يتطور النقل في مصر بهذا الشكل العظيم، لذا أتوقع أن يكون المعرض مبهرا هذا العام بفضل نوعية الشركات والتقنيات المعروضة والدول والوزارات المشاركة، بشكل يشرف مصر ومعرض ترانسميا ومعرض Cairo ICT كذلك.

ما هو الفارق والتطور في الأرقام ما بين العام الأول للمعرض وعام اليوبيل الفضي له هذا العام؟

ربما لا أتذكر بدقة عدد العارضين، لكن ما أتذكره هو مساحة المعرض، وهو يعكس بالضرورة الزيادة الكبيرة في الإقبال على المعرض، سواء من الشركات والعارضين ومن الزوار.

في سنة 1996، في العام الأول لمعرض Cairo ICT، كانت المساحة 2500 متر مربع، تطورت في 2021 إلى حوالي 30 ألف متر مربع، ما يعكس زيادة 11 أو 12 ضعف.

وهنا، يجب أن أذكر أن الفضل في الخروج من محدودية المساحة أثناء إقامة معرض Cairo ICT في أرض المعارض بمدينة نصر، هو قرار رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي بالانتقال بالمعرض إلى مركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة في 2017، وقد استطاع اللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية وقتها ووزير النقل فيما بعد، إنشاء قاعة معرض Cairo ICT في شهر تقريبا، واستفدنا هذا العام من المساحة المجاورة لقاعة المعرض، بإنشاء قاعة أخرى تعادل مساحتها نصف أي قاعة بمعرض Cairo ICT.

ماذا سنشهد داخل المعرض هذا العام؟

المعرض هذا العام يحتفل بمرور 25 عاما على انطلاقه، ويشهد إقامة الدورة الثامنة لمعرض PAFIX للمدفوعات المالية والرقمية، وأيضا الدورة السادسة لـ”ساحة الابتكار” Innovation Arena، كذلك يشهد المعرض لأول مرة إقامة معرض Connecta، الوليد الجديد لمجموعة معارضنا.

نحن ننظم خلال 2021 أكبر معرض مجمع للمجالات كلها، وبذلك تكون دورة العام الجاري من معرض Cairo ICT هي الأكبر في تاريخه، من خلال المساحة وعدد الشركات العارضة والحضور الدولي الكبير، كذلك من خلال حجم التحديات أمام المعرض، وعلى رأسها جائحة كورونا العالمية.

وماذا عن المؤتمر المصاحب للمعرض؟

لدينا سلسلة من المؤتمرات الكثيرة التي ستنعقد خلال دورة هذا العام من Cairo ICT، هناك مجموعة من الموضوعات الهامة التي سيناقشها كبار الخبراء وقيادات الشركات العالمية، مثل مراكز البيانات العملاقة، ومناقشة تطبيقات فعلية مرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، واستخدام إنترنت الأشياء في الصناعة، كما سنتحدث عن امن المعلومات والأمن السيبراني، ونقاش كبير حول البنوك والمدفوعات، كذلك مؤتمرات النقل ومستقبل السكك الحديدية، ومستقبل الجر الكهربائي.

كما تشارك معظم الشركات العالمية المعروفة، وشركات كثيرة تشارك لأول مرة في فعاليات المعرض، مع اهتمام كبير من الدولة.

هل توجد مظاهر احتفالية بمناسبة اليوبيل الفضي؟

هناك مجموعة من الشخصيات الذين ساهموا في نجاح دورات معرض Cairo ICT طوال تاريخه، لذلك يجب علينا القيام بتكريمهم، بعضهم سيتواجد معنا خلال الاحتفال، وبعضهم للأسف غيبهم الموت، رحمهم الله جميعا، وبعضهم لن يتمكن من الحضور لظروف خاصة بهم، ولولا الدعم الكبير لهؤلاء الأشخاص طوال ربع قرن، لم يكن ليكتب لمعرض Cairo ICT التواجد والنجاح منذ دورته الأولى، ولم يكن ليكتب له الاستمرار حتى دورة 2021، ولا أن نفتخر بأنه الشيء الوحيد الذي تم تنظيمه في مصر لمدة ربع قرن دون توقف أو تأجيل.

ما هو عدد الشركات العارضة في دورة العام الحالي للمعرض؟ وكيف سيتم مراعاة الإجراءات الاحترازية؟

يصل عدد الشركات العارضة إلى 620 شركة تقريبا حتى هذه اللحظة، وتم التنسيق مع القائمين على مركز مصر للمعارض الدولية من أجل التاكيد على الإجراءات الاحترازية اللازمة لحفظ امن وسلامة الزائرين، يزيد عليها هذا العام وجود شاشات تعرض عدد الأشخاص المتواجدين داخل كل قاعة بالمعرض، بحيث لا يزيد عدد الحضور في نفس القاعة عن عدد معين، وفي حالة الزيادة يتم توجيه الآخرين للتوجه إلى القاعات الأخرى الأقل من حيث عدد الحضور.

ما هي الوزارات المشاركة في المعرض هذا العام؟

بالنسبة للوزارات المشاركة، هناك وزارة العدل، وهي الشريك الاستراتيجي هذا العام، كما كانت العام الماضي، كذلك وزارة المالية، ووزارة السياحة، ووزراة الزراعة، ووزارة البترول، ووزراة النقل بالطبع، وتحظى مجموعة المعارض برعاية وزير النقل الفريق كامل الوزير، كما أنها الجهة الداعية للقيادة السياسية للمعرض كما حدث في العام الماضي، كما تشارك وزارة الإنتاج الحربي، ووزارة قطاع الأعمال العام.

كيف تنظر لغياب وزارة الاتصالات عن المعرض للعام الثاني على التوالي؟

أدعو كافة قيادات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لحضور المعرض والمشاركة بفعالياته المتنوعة، قائلا “هذا المعرض الوطني يعد معرضا مصريا للجميع وليس معرضا شخصيا، بل سنكتسب قيمة مضافة كلما شارك الجميع بالحضور.

ما هي التقنيات الجديدة التي سيتم عرضها خلال معرض Cairo ICT هذا العام؟

جناح وزارة العدل سيعرض نفس الخدمات المميكنة والرقمية التي يقدمها للجمهور، ولأول مرة بمعرض Cairo ICT يشارك مصنع الوثائق المؤمنة، والذي افتتحه رئيس الجمهورية في أبريل الماضي، والذي يعمل بأعلى تكنولوجيا موجودة عالميا لإصدار الوثائق الرسمية والحكومية المؤمنة ضد التزوير والتزييف، كذلك سنشهد استعراض أول طريق داخل مصري يعتمد على تقنية النقل الذكي ITS، حيث سيتم الكشف عن التقنية المستخدمة في تأمين الطريق ومراقبته ومتابعة الكثافات المرورية عليه بشكل تقني متطور.

في النهاية.. ما هي الرسالة التي تود توجيهها لكل المهتمين بصناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؟

المعرض يعد شهادة إيجابية في حق قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الذي يعد من أقوى القطاعات الاقتصادية بمصر، وحينما فكرنا في تنظيم المعرض كنا ننظر للمستقبل، وها نحن نلمس الآن هذا المستقبل المعتمد على التكنولوجيا، ونحن نشهد حاليا فرصة تاريخية قد لا تتكرر كثيرا وهي أن أعلى رأس في الدولة وهو الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤمن بالتكنولوجيا وأهميتها ودورها الكبير في النهوض بالبلد، لذلك يجب علينا ألا نترك الفرصة تمر مرور الكرام.