Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

حريق سنترال رمسيس.. قصة انقطاع الاتصالات في مصر بين الأسباب وطرح الأسئلة المشروعة

نشب حريق ضخم عصر أمس الإثنين، داخل سنترال رمسيس في منطقة وسط البلد بالقاهرة، ما أسفر عن التهام العديد من الأدوار، وإخلاء جميع العاملين بالمبنى، وسط حالة من الذعر حيث غطت سحب كثيفة من الدخان سماء وسط البلد، فيما هرعت سيارات الحماية المدنية والإسعاف إلى موقع الحريق، وتمكن رجال الحماية المدنية في إخماد الحريق ومنع امتداده إلى مبنى السنترال بالكامل .

القصة تم روايتها لعدد كبير من المستخدمين عقب الحريق مباشرة، حيث اشتكى عدد من مستخدمي الإنترنت من انقطاع الخدمة أو بطء شديد في الشبكة، بسبب تأثر بعض السنترالات المرتبطة بمنظومة سنترال رمسيس، نظرًا لموقعه المحوري في إدارة وتوزيع خدمات الإنترنت على مستوى الجمهورية كما تسبب الحريق بعطل مؤقت في شبكات الشركات المزودة للاتصالات والإنترنت في عدد من المحافظات أبرزها القاهرة والجيزة، وتشمل شركات المصرية للاتصالات “وي”، وفودافون، وأورانج، وإي آند مصر.

وأكدت شبكة نت بلوكس، المهتمة بتتبع حركة الإنترنت حول العالم، أنه تم تسجيل انقطاع كبير في خدمة الإنترنت في مصر حيث أوضحت بيانات الشبكة أن حجم الاتصالات بلغ نسبة 62% من المستويات العادية بينما كشف موقع downdetector المتخصص في رصد أعطال الإنترنت حول العالم، عن تلقي عدد من البلاغات بتوقف خدمات الإنترنت في جميع شركات الاتصالات كما أبلغ المستخدمون عن تعذر استخدام عدد من منصات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها فيسبوك، واتساب، إنستجرام وتيك توك.

وأكد الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بأنه قد تمت السيطرة على الحريق وجاري إجراء عمليات التبريد اللازمة، كما يوضح بأنه قد تم نقل حركة الإنترنت الثابت بالكامل على مركز الحركة التبادلي بسنترال الروضة.

وأوضح الجهاز بأن خدمات الإنترنت الثابت وخدمات المحمول (صوت/ نقل بيانات) قد تأثرت لدى شركات المحمول الثلاث نسبيًا نتيجة تعطل بعض دوائر الربط بسبب الحريق وجاري التنسيق بين الفرق الفنية بالشركة المصرية للاتصالات وشركات المحمول لاستعادة دوائر الربط المتأثرة بحريق سنترال رمسيس واستبدالها على اتجاهات أخرى على باقي أجهزة سنترال المصرية للاتصالات.

وأكد الجهاز أن جميع خدمات الطوارئ تعمل بشكلٍ جيد وأن تأثير الحريق محدود على الخدمات، كما تم توفير أرقام اتصال بديلة للأماكن المتأثرة ومن المتوقع الانتهاء منها خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة مشددا على قيامه بتعويض العملاء المتضررين طبقًا للوائح التنظيمية

سنترال رمسيس يعد أقدم وأهم السنترالات في السوق المصري، حيث يعد المرتكز الرئيسي لشبكة الاتصالات القومية، لما يمثله من أهمية استراتيجية في دعم البنية التحتية لقطاع الاتصالات والإنترنت وتكنولوجيا المعلومات، وشبكة الهاتف الثابت ، حيث يربط بين شبكة القاهرة الكبرى وشبكات الأقاليم المختلفة.

وتشير تقارير رسمية، إلى أن أكثر من 40% من حركة الاتصالات المحلية والدولية تمر عبر هذا السنترال، سواء عبر الخطوط الأرضية التقليدية أو عبر البنية التحتية المرتبطة بشبكات الألياف الضوئية الحديثة ويمثل السنترال مركزًا أساسيًا في منظومة التحويلات الرقمية والدوائر الدولية، إذ يحتضن عددًا كبيرًا من المقاسم الرقمية الرئيسية التي تُستخدم في تحويل المكالمات وربطها بالشبكات العالمية، كما يحتوي السنترال  على واحدة من أكبر غرف الربط البيني في مصر، وتستخدمها العديد من شركات الاتصالات الخاصة مثل فودافون وأورنج واتصالات. وتُعتبر هذه الغرف بمثابة البنية التحتية التي تُمكّن هذه الشركات من تمرير بياناتها عبر الشبكة الوطنية، أو من خلالها إلى الشبكات الدولية.

شركات الاتصالات في مصر

وفي أحدث بيانات لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كشفت عن ارتفاع إجمالي عدد مشتركي الهاتف المحمول والهاتف الثابت إلى 126.44 مليون مشترك بنهاية الربع الأخير من عام 2024، كما بلغ عدد مشتركي الهاتف المحمول 113.19 مليون مشترك بنهاية نفس الفترة ، بينما يمثل عدد مشتركي الهاتف المحمول نحو 90% من إجمالي مشتركي الخدمة الهاتفية خلال الربع الأخير من 2024.

بينما قالت الشركة المصرية للاتصالات أنه جري السيطرة على الحريق الذي اندلع بسنترال رمسيس بوسط المدينة بمعاونة قوات الحماية المدنية ورجال الإطفاء الذين بدأوا في التعامل مع الحريق فور اندلاعه.

وقالت الشركة أن بعض خدمات الاتصالات قد تأثرت بشكل جزئي جراء الحريق، وأنه سيتم حصر جميع الخدمات التي تأثرت، وأن الفرق الفنية ستباشر أعمالها لضمان عودة الخدمات للعمل بشكل كامل في أسرع وقت.

وأشارت الشركة إلى أن قيادات الشركة انتقلت لموقع الحريق منذ اللحظات الأولى لمتابعة تطورات الموقف لحظة بلحظة مع جميع الجهات المعنية.

وأفادت الشركة أنه قد تم فصل الكهرباء عن المبنى بالكامل خلال عملية إخماد النيران لضمان سلامة العاملين وعدم انتشار النيران بشكل أكبر، ما تسبب في تعطيل مؤقت في بعض خدمات الاتصالات، مشيرة إلى أنه سيتم حصر جميع الخدمات التي تأثرت فور الانتهاء من عمليات الإطفاء من أجل تعويض المتضررين.

بينما قالت مصادر بشركات المحمول، إن خدماتها متأثرة بالحريق الذي نشب في سنترال رمسيس ،مشيرة إلى أن مختلف خدمات الاتصالات بما فيها خدمات المحمول والإنترنت الأرضي تأثرت بحريق سنترال رمسيس، ولاسيما المناطق القريبة من الحريق بالقاهرة الكبرى.

من جانب أخر، قالت مصادر بشركات التعهيد أن خدمات الإنترنت بفروع الشركات في منطقة القاهرة الكبرى شهدت بطء كبير بسبب الحريق وتأثر مزودي خدمات الإنترنت بحريق سنترال رمسيس، مؤكدين على أن بعض الموظفين الذي يعملوا من المنازل يعانون من انقطاع شبه كامل لخدمات الإنترنت ما أثر سلبًا على أداء الشركة لخدماتها لعملائها داخل وخارج مصر.

بينما قال عدد من الخبراء، أن سنترال رمسيس يعد مركز ثقل رقمي تتحرك من خلاله آلاف خطوط البيانات والمكالمات يوميًا مشيرين إلى أنه يمثل العمود الفقري للبنية التحتية الوطنية، ما يجعله عنصرًا لا غنى عنه في أي تصور لمستقبل التحول الرقمي في مصر ، إلا أن تكرار الحوادث الخاصة به خلال السنوات الماضية يدفعنا للقول بضرورة تفتيت هذه القوة التي يمتلكها لعدد من المراكز الأخرى خاصة وأنه أصبح متواجد في كتلة سكنية ومرورية كبيرة.

وأشاروا إلى أن سنترال رمسيس خاضع بالتأكيد لإجراءات حماية مشددة، باعتباره أحد المواقع الرئيسية في الدولة المصرية، نظرًا لتأثير أي خلل فيه على قطاعات حيوية تشمل الاتصالات والبنوك والمرافق الحكومية كما أن توقفه قد يؤثر على حركة الإنترنت الدولي المار عبر مصر.

ولفتوا إلى أن سنترال رمسيس يضم أيضا وحدات لاستضافة البيانات تُستخدم لخدمات الحوسبة السحابية والأرشفة المؤسسية، وهي بنية أساسية تُعتمد عليها مؤسسات حكومية وخاصة في تخزين بياناتها وتشغيل منصاتها الرقمية. وفي ظل التحول الرقمي الذي تشهده مصر، فإن هذا الدور مرشح للتوسع أكثر، حيث يُتوقع تحويل السنترال تدريجيًا إلى مركز بيانات متقدم.

وأكد الخبراء على ضرورة طرح العديد من الأسئلة المشروعة عقب الأزمة لمنع تكرارها، خاصة فيما يتعلق بضرورة إمكانية نقل بعض الخدمات لمراكز بديلة بشكل كامل، وأيضا تعزيز قدرات السنترال بمايضم من مراكز وشبكات ومعدات بأليات أكثر حداثة للإنذار المبكر عن الحوادث لتجنب أثارها المدمرة خاصة الحرائق ، بالإضافة إلى ضرورة تطوير طرق الصيانة الدورية والتي تركز عليها بالفعل المصرية للاتصالات.

 

The short URL of the present article is: https://followict.news/qzzz