حاتم دويدار ..عَرَّاب صفقة «اتصالات-فودافون» الذي بدأ خطة الـ 18 شهر مبكرا !
«e&» تمتلك قوة نيران مالية وفنية تعزز خطهها للتوسعات الإقليمية والعالمية
علق المهندس حاتم دويدار الرئيس التنفيذي لمجموعة اتصالات، على صفقة شراء المجموعة 9.8 % من فودافون العالمية هذا الأسبوع ، بأنها “فرصة فريدة للاستحواذ على حصة مهمة في شركة نعرفها جيدا”، وهو مايشير بقوة إلى طبيعته الشخصية الباحثة عن الفرص الواعدة في سوق الاتصالات واقتناصها، خاصة وإن كانت في ظل ظروف وتداعيات اقتصادية عالمية استثنائية تشكل تخوفات لدي كثيرين، إلا أن قليلين مايبحثون عن الفرص حتي وإن كانت لاترى بالعين المجردة ! .
وفي هذه الصفقة التي استحوذت فيها اتصالات على ما يقارب 2.766 مليون سهم في فودافون بتكلفة تقارب 4.4 مليار دولار، يبدو للمحللين أن دويدار بدى “كعراف” لها ، لخبراته الطويلة في شركة فودافون حيث انضم “دويدار” إلى شركة فودافون مصر عام 1999 حيث شغل منصب مدير عام قطاع التسويق، ثم تم اختياره رئيساً تنفيذيا لفودافون مصر من عام 2004 وحتى 2014 بالإضافة إلى منصبة ككبير المستشارين لمجموعة فودافون خلال هذه الفترة، وهو مايمثل قوة في الرؤية لمجموعة اتصالات بتنفيذ هذه الصفقة التي تعد أكبر صفقة في قطاع الاتصالات في عام 2022 .
“فدويدار” بلا مبالغة شكل ذراع قوة لمجموعة اتصالات منذ قيادته للمجموعة في مايو 2020 في منصب الرئيس التنفيذي بالإنابة قبل أن يشغل المنصب رسميا في ديسمبر من نفس العام، ويستدل على ذلك بالأحداث والتحولات التي شهدتها المجموعة منذ توليها المنصب والتي تنفذ تحولا حاليا هو الأكبر في تاريخها حيث تحولت شركة اتصالات إلى علامتها التجارية الجديدة “e&”، مؤخرا، في إعادة هيكلة استراتيجية، تهدف إلى تسريع نموها عالميا، والتحول من كونها أكبر مشغل لخدمات الاتصالات في الإمارات، وأحد أكبر مزودي الاتصالات في المنطقة العربية، إلى تكتل عالمي للاستثمار التكنولوجي.
وهو مامثلته استثمارها الاستراتيجي في شركة فودافون ، التي يبدو أنها تشكل خطوة استراتيجية للمجموعة في تنفيذ سياستها التوسعية وتشكيل خريطتها الاستثمارية والتشغيلية من جديد وفقا لرؤية تستهدف تخطي نجاحها في تحقيق الريادة خلال السنوات الماضية، بحسابات النمو والربح، إلى طموحات جديدة تستهدف تحفيز هذا النمو، الذي ينعكس بالفائدة على مساهمي الشركة وأصحاب المصلحة من المجتمعات والدول التي تعمل بها.
دويدار أكد هذا التوجه منذ مطلع العام لكننا لانقرأ بين السطور بشكل جيد ، حيث صرح في مارس الماضي “رأينا كيف حقق عمالقة التكنولوجيا نموا، بعدما كانوا بنفس حجمنا، وعلى الرغم من عدم وجودهم أثناء انطلاقنا قبل 15 أو 20 عاما. لقد شعرنا بالغيرة ونحن نتابع تصاعد قيمتهم السوقية، والإيرادات التي يحققونها، ولذلك قررنا الارتقاء بمستوانا، منطلقين من حقيقة امتلاكنا لهذه القاعدة الضخمة من العملاء في المنطقة، والتي نأمل أن تنمو وتتسع إلى منطقة أكبر في المستقبل.”
وحول الجدول الزمني للتوسع في السوق الخارجي، حيث تعمل اتصالات في 16 سوق تقريبا حول العالم، قال دويدار أن اتصالات تنظر في المقام الأول حاليا إلى الأسواق التي تتمتع بالاستقرار الجيوسياسي والبيئة التنظيمية الناضجة واستقرار العملة، وأنها تريد تنويع مصادر الإيرادات والربح، لذلك تستطلع اتصالات الفرص السانحة في أوروبا وأسيا، مع الأخذ في الاعتبار أن العثور على الأسواق المستقرة ليس عملية سهلة ويحتاج إلى معايير، وأنه يأمل أن تتضح خطة التوسع عالميا خلال 18 شهرا.
الـ 18 شهر يبدو أنهم بدأو مبكرا ، في عقل حاتم دويدار ليحظى بثقة مجلس إدارة مجموعة اتصالات للتحرك نحو فودافون العالمية، “فأهل مكة أدري بشعابها” وفقا لتوليه مناصب عديدة بها كما ذكرنا ، وتعد فودافون العالمية أحد العلامات الإنجليزية العريقة وتعد واحدة من أقوى العلامات التجارية وأكثرها شهرة على مستوى العالم في قطاع الاتصالات، وتتفرد بريادتها في مجال التحول الرقمي، حيث تقدم بعضًا من أكثر التقنيات وحلول الجيل القادم تطورًا، بما في ذلك حلول إنترنت الأشياء، تقنيات المعلومات، الحلول المخصصة للشركات وخدمات التكنولوجيا المالية ضمن قطاع الاتصالات.
وبالقياس تمتلك شركة “e&” أيضا قوة إقليمية وعالمية كبيرة خاصة وأنها متواجدة في مناطق جغرافية مختلفة ما يمكنها من فهم معمق لقطاع الاتصالات العالمي كما أن لديها قوة نيران لمزيد من الصفقات، لذلك ترى “e&” هذا الاستثمار بأنه فرصة هامة لتحقيق القيمة مستقبلاً من خلال مكاسب رأس المال وتوزيعات الأرباح المحتملة. وقد يؤدي هذا الاستثمار أيضاً إلى عقد شراكات تجارية محتملة في مجالات البحث والتطوير والتطبيقات التكنولوجية والمشتريات.
ويأتي تنفيذ هذه الصفقة بما يتماشى تماماً مع الطموح المعلن لشركة “e&” التي تبلغ قيمتها السوقية 52 مليار دولار، وتستحوذ على 156 مليون مشترك في 16 دولة، بأن تصبح لاعباً عالمياً في مجال الاتصالات والتكنولوجيا إلى جانب تعزيز وصولها إلى الأسواق الدولية.
وفيما يبدو أن رؤية “دويدار” للنجاح ستتحقق مبكرا ، أشار العديد من المحللين في جي بي مورجان وكريدت سويس، أن الصفقة ستدفع باتصالات “e&” لأن تكون أكثر نشاطا بمرور الوقت مع الصفقة خاصة وأنها أصبحت أكبر مستثمرا في الشركة ، وربما تتعامل مع المستثمرين الأخرين على صياغة رؤية كلية تساهم في التقاط الأنفاس والاستثمار في الأصول وتحمل الضغوط.
وأشاروا إلى أن الصفقة يمكن أن تسمح لشركة فودافون باتخاذ قرارات استثمارية تأتي على حساب توليد التدفق النقدي الحر قصير المدى الآن بعد أن أصبح لديها داعم قوي بأفق زمني طويل الأجل خاصة وأن “e&” «تخطط لأن تكون مساهما داعما على المدى الطويل في فودافون، ولا تسعى إلى فرض السيطرة أو التأثير على مجلس إدارة الشركة أو فريق الإدارة».
ونوهوا إلى أن الصفقة يمكن أن تزيد من حيازة اتصالات وتدعم أسهم فودافون في المستقبل، فعلى الرغم من وجود إيرادات لاتصالات أقل من فودافون ، إلا أنها تتمتع بهوامش أعلى وقيمة سوقية تبلغ 74.5 مليار دولار ، أي ما يقرب من ضعف الشركة البريطانية.
وقالت شركة فودافون ، التي لديها 66.3 مليون عميل عقد للهاتف المحمول في أوروبا و 188 مليونًا في إفريقيا ، في وقت سابق من هذا العام ، إنها ستواصل عمليات الاندماج في أسواق أوروبية متعددة ، قائلة إنها تعتقد أن المنظمين سيكونون أكثر استيعابًا لأنهم أدركوا قيمة الاستثمار في الشبكة أثناء الوباء.