بداية الأمر، ليس هناك إجابة سهلة هنا، لكن من الأسهل تحديد الشكل المثالي لفكرة مشروع ريادي (Startup)، لذلك لا يجب أبداً أن تفكر فيما تستطيع أن تفعله ومن ثم تقرر انشاء شركة أو مشروع، لكن الخطوة الأولى هي دائماً البحث عن مشكلة ودراستها بشكل وافي وفهمها ومن هنا تكون البداية الحقيقية.
ابدأ بحل مشكلة فعلية موجودة في السوق.
فكر وحاول أن تحدد الشريحة المستهدفة التي يجب أن تدرسها وتحاول فهم مشاكلها، ثم تحاول تقديم حل لإحدى هذه المشاكل، حلاً مطلوبًا حقًا من هذه الشريحة المستهدفة ومقبول لهم وقابل للتنفيذ و بالتالي النمو، ويجب أن تكون هذه الشريحة لديها القدرة على النمو بشكل فعال حتى يصبح مشروعك محط انتباه وقابل للتمويل والنمو فيما بعد.
كيف تحدد المشكلة؟
أول خطوة أن تبدأ بنفسك أو من حولك، ابدأ من الداخل، وكن انت شريحتك المستهدفة من الأسهل البحث عن المشاكل التي تواجهها بنفسك.
ما هي المشكلات التي تواجهها والتي يمكن حلها بحل يرضيك وتستطيع أن تدفع مقابل له متوافق مع الحل ويناسب شريحتك المستهدفة بالفعل؟، على سبيل المثال: ذهب صديقان لحضور مؤتمر حول التكنولوجيا المستقبلية، لقد تعلموا العديد من الأشياء الجديدة، وقاموا بتوسيع شبكتهم، واستمتعوا لدرجة أنهم نسوا أن الوقت قد فات بالفعل، مما أثار استياءهم أنه في تلك الليلة لم يتمكن الصديقان من الحصول على سيارة أجرة و ذلك ليس من السهل الحصول عليه في ذلك الوقت والمكان، هذان الصديقان اللذان تحدثنا عنهما للتو هما -ترافيس كالانيك وجاريت كامب- مؤسسا أوبر(Uber).
هناك عدد لا يحصى من المشاكل التي تواجهها، ومعظمها لم يتم استهدافه بعد، خذ أسلوب حياتنا على سبيل المثال، ما المشاكل التي نواجهها كل يوم؟ في البيت، المواصلات العامة أو الخاصة؟ في العمل في المؤسسات التعليمية؟ في الأسواق وغيرها الكثير،.. الملاحظة هي أفضل طريقة لتحديد المشكلات المحتملة التي يمكن أن تبدأ بها.
الجيل الجديد يميل أكثر نحو الكتب الإلكترونية والكتب الصوتية ومقاطع الفيديو والبودكاست والسوشيال ميديا وبالأخص كل ما يتعلق بالتحول الرقمي وغيرها من المنتجات الرقمية وهذا هو السائد في هذا العصر، إذا أنت تفهم المشكلة ولديك القدرة على توفير حل مثالي للمشكلة بسبب تجربتك، هذه هي فكرة بدء التشغيل المثالية بالنسبة لك.
مثال آخر: في مصر تنقل الموظفين يومياً خلال الطرق الطويلة إلى أعمالهم و طول ساعات القيادة بالأخص إلى القرية الذكية أو أماكن العمل الأخرى والتي تحمل عدد كبير من الشركات والموظفين في درجات وظيفية مختلفة، ظهرت حاجة ملحة إلى وجود وسيلة مواصلات مشتركة آمنة ومناسبة لقطاع عريض من الموظفين يريدون الوصول لأعمالهم براحة وبدون تعب ويمكنهم دفع مبلغ أكبر من المواصلات العامة، لكن ليس بقدر أن يدفع مبالغ عالية يوميًا للتاكسي أو أمثاله من Uber وCareem ومن هنا ظهر حل SWVL مع المصري مصطفى قنديل.
مثال آخر: بالنسبة لأولئك الذين يتذكرون موقع Yahoo! باعتبارها من أوائل البوابات المعلوماتية الانتقالية خلال سنوات الأولى من ثورة الإنترنت عالمياً في أوائل الألفينيات، قد تعرف مدى تراجع التجربة في ذلك الوقت بعدما اكتظ الموقع بالإعلانات الفجة لكونها كان مصدر الدخل الأكثر شيوعًا في ذلك الوقت، وهو الأمر الذي أزعج موظفان من داخل الشركة فقرروا تطوير نظام أساسي يستفيد من تأثير شبكة مثل Yahoo! ولكن بدون إعلانات مزعجة، وكان هذا الثنائي Brian Acton وJan Koum اللذان طورا لاحقًا تطبيق المراسلة الفورية بدون إعلانات – Whatsapp بعدما تعلموا كثيرًا من الملاحظة للمشكلات داخل ياهو وقرروا بدأ تجربة جديدة تتفادى الأخطاء السابقة من وجهة نظرهم.
لكن لاحظ الاتجاهات الأخيرة في السوق حيث بدأ يكتسب Telegram وSignal مؤخراً شعبية بسبب استياء عملاء WhatsApp المتعلقة بالخصوصية بالأخص بعد استحواذ Facebook على Whatsapp وإعلانهم تغيير إتفاقية الخصوصية بسبب الاعلانات التي كان يرفضها مؤسسي whatsapp من البداية إذا المشكلة في الإعلانات ما زالت قائمة وهو أمر يشير إلى أن تطبيق مثل تليجرام وسيجنال سيحظيان بشعبية طالما حافظا على خصوصية المستخدمين ومنعوا عنهم الاعلانات المزعجة.
إذا في حالة إذا لم تتمكن من إيجاد مشكلة بسهولة تواجهها انت أو يواجهها من حولك، إذن تابع الحلقة القادمة لتعرف كيف تحصل على فكرة مشروعك في 6 خطوات.. إلى لقاء في الحلقة القادمة
تحليل بكتبه: حاتم الشماع
خبير ريادة الأعمال ومؤسس Lean startup circle