تامر عاطف: «For Wheelz» تعيد صياغة صناعة السيارات وحل مشكلة الأعطال بالذكاء الاصطناعي.. ونستهدف جولة بقيمة 250 ألف دولار
بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية هناك أكثر من مليون و300 ألف حالة وفاة و50 مليون إصابة في العام بسبب حوادث الطرق، ولذلك هناك حاجة إلى ابتكارات تقلل من أعطال السيارات وحوادث الطرق، وهو ما تعمل عليه شركة التكنولوجيا العميقة For Wheelz، من خلال ابتكار يكشف عن أعطال السيارات قبل حدوثها، وذلك باستخدام الذكاء الاصطناعي.
يتحدث تامر عاطف، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة For Wheelz، في حواره مع منصة الاقتصاد الرقمي FollowICT، حول رحلته الريادية، وصولا Sharee Coin ثم For Wheelz، وما حققته وأهدافها خلال الفترة القادمة.
ما هي خبراتك قبل الانطلاق في عالم ريادة الأعمال؟
لديّ شغف بالابتكار منذ صغري، فكان لديّ 9 سنوات وكنت أريد اختراع راديو، وبالطبع التجربة فشلت، فكنت أحل وأركب بعض الأجهزة في المنزل، وأسست شركة خاصة بصيانة الكمبيوتر أثناء الدراسة بكلية هندسة الاتصالات في 2003، حيث كانت تكلفة صيانة المازربورد كبيرة في ذلك الوقت، ولكني وجدت أن هناك جزءا يمكن إصلاحه بـ 300 جنيه فقط، وكان شيئا مبهرا للعملاء في ذلك الوقت، وبعد التخرج في 2005 عملت في شركة Fujitsu وهي شركة يابانية ألمانية، ثم انتقلت إلى فودافون لمدة 3 سنوات، وبعدها عملت في موبينيل في مجال التسويق، ثم قررت العمل بمشاريع خاصة، وتركت موبينيل، ولكن هذا القرار كان قبل ثورة يناير بشهرين، وبعدها كانت لديّ محاولات خاصة ولكن لم توفق، ثم عملت في شركة إريكسون السعودية لمدة 10 سنوات، إلى أن عدت إلى حلمي بتأسيس شركة خاصة.
وكيف كانت بدايتك مع الشركات الناشئة؟
أسست شركة Sharee Coin، وكنا نريد عمل حلول إعلانية ذكية للتاكسيات بسبب المنافسة مع أوبر، فكانت الفكرة هي تركيب شاشات رقمية في التاكسي وتظهر عليها إعلانات أقرب الأماكن، ولكننا وجدنا أنها ستحتاج إلى كمية بيانات كبيرة، فغيرنا الفكرة إلى أن ذهبنا إلى برنامج ولاء ولكن تحالف، وهي فكرة منتشرة بالخارج، حيث يتحالف مجموعة من التجار في تقديم جوائز للعملاء، ولكن كانت المشكلة أمامنا أننا يجب أن نكون على إطلاع على المعاملات والمشكلة الأخرى أن نسبة كبيرة من المعاملات في مصر في ذلك الوقت كانت بالكاش، فتوصلنا في النهاية إلى فكرة جهاز كان من المفترض أن يحصل على براءة اختراع نستطيع من خلاله الإطلاع على الفواتير وطباعتها، فكنا نريد أن نكون على دراية بمعاملات العميل مع التاجر، ثم نقدم برنامج التحالف، حيث يقدم التاجر “فاوتشر” بـ 50 جنيها يصرفها العميل من مكتبة على سبيل المثال، والمكتبة تقوم بنفس الأمر، والموضوع حقق النمو ودخلنا أماكن كثيرة، وكنا نعمل في البداية B2C ثم تحولنا إلى B2B، والشركة مستمرة حتى الآن.
وما الذي حققته الشركة حتى الآن؟
أهم شيء أننا استطعنا الحفاظ على الاستثمارات التي حصلنا عليها في ظل ظروف مررنا بها مثل كورونا وحرب أوكرانيا والتي أثرت على جذب أي استثمارات، فتجاوزنا أوقات صعبة ولكننا تعلمنا دروس عديدة، أهمها كيفية صرف الاستثمار والابتعاد عن البذخ، لأن الشركات التي تصرف ببذخ بسبب حصولها على استثمارات تكون فرص نجاحها منخفضة، فقد حصلنا على استثمارات بقيمة 540 ألف دولار على أكثر من مرحلة.
وما هي أهداف الشركة خلال الفترة القادمة؟
حاليا نعمل على تحويل نموذج العمل إلى SAAS، ونستطيع التوسع في أي مكان في العالم.
وكيف انطلقت فكرة For wheelz؟
الفكرة كانت لديّ منذ 2015، فنحن لدينا Family Business، وأنا من الجيل الثالث من عائلة تعمل في صناعة السيارات، وجدي كان يعمل في شركة فورد، واستمرت العائلة في هذا المجال، فطوال عمري تربيت وسط ذلك، والعائلة تتواصل معي دائما لحل أي مشكلة في النظام الخاص بالبيزنس، وحاولت العمل في هذا المجال في 2016، ولكني وجدت أن الموضوع كبير، فصناعة السيارات كبيرة ومعقدة، وأجلت الفكرة وأسست “شاري كوين”، وفي أواخر 2022 كانت لديّ ضغوط كبيرة ووصلت لمرحلة أن معدل استيعابي لأي شخص تقريبا 10%، والطبيب أخبرني بأني لديّ احتراق ذهني بسبب ضغوط العمل، وطلب مني الابتعاد عن الشركة لمدة 3 أشهر، وتحدثت مع شريكي أحمد عبد العظيم ولم يمانع من أن ابتعد عن الشركة لفترة، وكان جزء من رحلة العلاج أن أقوم بعمل شيء أحبه، وأخبرت الطبيب بأني كان لديّ فكرة شركة أخرى خاصة بالسيارات وطلب مني العمل عليها، وبالفعل عملت على تأسيس شركة For wheelz.
وما الذي تقدمه الشركة؟
شركة For wheelz تعمل على حل مشكلة قائمة، وهي العطل الذي يحدث في السيارة فجأة، بسبب مشكلة في البطارية أو طرمبة البنزين أو ارتفاع حرارة السيارة، ومصر يحدث فيها 2 مليون عطل في السنة، ونحن نحل تلك المشكلة من خلال جهاز صغير يتم تركيبه في السيارة به كل البيانات الخاصة بها، ويقوم بتحليلها، فنستطيع التعرف على العطل قبل أن يحدث، فمن الممكن أن يحدث العطل أثناء السفر في طريق بعيد، أو تحدث مشكلة أكبر تكلف صاحب السيارة ثمن موتور، أو يحدث أي حادث، فنحن من خلال البيانات نستطيع فهم أي مشكلة قبل حدوثها مثل دورة التبريد وارتفاع درجة حرارة السيارة، وذلك من خلال الذكاء الاصطناعي، فنمنح صاحب السيارة كل البيانات التي يحتاج إليها، ونخبره بمكان المشكلة في السيارة وتكلفة إصلاحها وأسعار قطع الغيار، ولو لا قدر الله حدثت حادثة نستطيع معرفة هل الحادثة قاتلة أم لا، ونستطيع في أقل من 30 ثانية إرسال استغاثة للشرطة والإسعاف مبنية على معلومات بوجود حادثة موت، مع وجود بطارية في هذا الجهاز تعمل لمدة 7 ساعات، فالجهاز بمثابة صندوق أبيض داخل السيارة وينقذ الكثيرين من مشاكل قد تحدث، فبحسب أرقام منظمة الصحة العالمية هناك أكثر من مليون و300 ألف حالة وفاة و50 مليون إصابة في العام بسبب حوادث الطرق، فنعمل على تحسين تلك المؤشرات، والجهاز يتم تركيبه في أي سيارة بداية من إنتاج 2004 وأي نوع، وكل ذلك من خلال “فوزي” وهو اسم وكيل الذكاء الاصطناعي الخاص بنا.
وكم جهاز ركبته الشركة حتى الآن؟
قمنا بعمل أول اختبار على 20 سيارة متنوعة، منها السيارات العادية مثل كيا وهيونداي ومرسيدس، وفي السعودية سيارات بنتلي واستون مارتن، وجي ام سي سييرا، وكانت ردود الفعل جيدة من المستخدمين، ونحن نركز على سوق تأجير السيارات في السعودية، وهو سوق مقدر بقيمة 2 مليار دولار، ومعنا 4000 سيارة حاليا.
ولماذا ركزت على السوق السعودي؟
اخترنا السوق السعودي لدرايتي به حيث إني كنت أعيش هناك لمدة 10 سنوات، ولديّ علاقات هناك، بجانب أن سوق تأجير السيارات كبير، ونحن نتعامل مع شركات تأجير السيارات، فإحدى الشركات كانت تعاني من خسائر تصل إلى 2 مليون ريال بسبب الأعطال وخسائر قطع الغيار، ونتوقع خفض التكلفة إلى 300 ألف ريال، فالعميل يمكن أن يؤجر سيارة ويذهب إلى الدمام أو مكة وتحدث مشكلة، فالشركة في هذه الحالة ملزمة بإرسال سيارة أخرى وونش للسيارة المتعطلة، وفي نفس الوقت الشركة تكون قد خسرت هذا العميل، فكلها تكاليف كبيرة، ولكن من خلالنا نقول للشركة إن هناك عطلا في هذه السيارة فلا يمكن أن يأخذها أي عميل حاليا، وإذا كانت السيارة مع العميل يمكن إخباره في الوقت المناسب بأن يتوجه إلى أقرب فرع لاستبدالها.
وهل هناك منافسون يقدمون نفس الخدمة؟
هناك منافسون لكن لا يقدمون نفس الخدمة، مثل شركة مسمار في السعودية، ولكنهم يعملون على تقديم خدمة ما بعد حدوث العطل من خلال توفير ونش لنقل السيارة، ولكن نحن نعمل في مرحلة منع حدوث العطل، وهناك شركة أخرى في الإمارات ولكن تعمل على مستوى السيارات الكهرباء، ولكننا نركز على أصعب شيء وهو سيارات البنزين وبالتحديد سيارات الركاب فقط، ومعي صديقي وشريكي مصطفى عمل بشركات كبرى مثل فولكس فاجن، ولديه معرفة كبيرة في مجال بيانات السيارات، فخبرات الفريق المتنوعة تميز الشركة أيضا.
وماذا عن التحديات التي واجهتكم؟
أكثر تحد هو البيانات الخاصة بالسيارة وتحليلها، وشريكي مصطفى كان له دورا كبيرا في ذلك بحكم خبرته في هذا المجال.
وهل حصلتم على استثمارات؟
حصلنا على 50 ألف دولار من مستثمر ملائكي في أغسطس الماضي، وتعلمنا التحكم بشكل سليم في أي استثمارات، ولذلك فهذا المبلغ يكفينا لفترة كبيرة، وحاليا نفتح جولة بقيمة 250 ألف دولار، وذلك من أجل الوصول إلى هدفنا هذا العام وهو الوصول إلى 10 ألاف سيارة، فنحتاج إلى التمويل من أجل التوظيف بشكل أساسي.
وما هي خططكم الأخرى خلال الفترة القادمة؟
حاليا نركز على السوق السعودي ثم السوق المصري، ولدينا خطة طموحة للتوسع في أمريكا بحكم وجود بيزنس العائلة هناك، وفي خارطة الطريق الخاصة بنا نستهدف الوصول إلى 200 ألف سيارة ثم نتوجه لبيع النظام الخاص بنا الهارد وير والسوفت وير لشركات تصنيع السيارات، ويدعمنا نجاح التجربة على 200 ألف سيارة وبراءة اختراع، وبشكل عام نحن نستهدف إعادة صياغة صناعة السيارات، وحل مشكلة أساسية فيها وهي الأعطال، فنغير من صناعة قديمة ونحدثها، وثانيا نقلل من حوادث الطرق ونزيد من سرعة الاستجابة في الحوادث.