Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

بارمي أولسون تكتب: مستثمرو التكنولوجيا بحاجة لما هو أكثر من شركات «يونيكورن»

قبل عقد من الزمان صاغت المستثمرة في وادي السيليكون إيلين لي مصطلح “يونيكورن” لوصف الشركات الناشئة التي وصلت إلى تقييم بلغ مليار دولار.

سرعان ما أصبح الاسم مفضلاً. ومع ذلك، اليوم، لم تعد شركات “يونيكورن” أمراً نادراً للغاية. بعد أن بلغت ذروتها في أيام السيولة من عام 2021، بدأ عدد شركات “يونيكورن” الناشئة التي يتم إنشاؤها على مستوى العالم في الانخفاض، من 621 شركة في عام 2021 إلى 95 شركة في العام الماضي، وفقاً لشركة معلومات السوق “سي بي إنسايتس”، يرجع ذلك جزئياً إلى ارتفاع أسعار الفائدة، والتدقيق الأكبر من قبل المستثمرين.

شكّل هذا تصحيحاً سليماً في بعض جوانبه. في ظل التهديد الذي يحدثه صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي بخلق المزيد من الزخم في السوق مجدداً، يتطلب الأمر من المستثمرين مواصلة تركيزهم على الشركات الناشئة التي تتمتع بأساسيات قوية بالإضافة إلى تعهد طويل الأجل. إليكم اسماً مبتكراً يكون مناسباً في هذا السياق، وهو “الخيول الأصيلة” (شركات النخبة).

تحقق هذه الشركات إيرادات لا تقل عن 100 مليون دولار سنوياً، وفقاً لسول كلاين، مؤسس شركة رأس المال الجريء “لوكال جلوب” في لندن، والذي يدفع باتجاه تغيير قاموس مصطلحات الاستثمار. يضيف أن الشركات الناشئة التي يبلغ حجم مبيعاتها السنوية 25 مليون دولار على الأقل توصف بأنها “مهور” (شركات واعدة).

لم يكن كلاين أول من حاول توجيه دفة النقاش نحو الاستثمار الأكثر عقلانية باستخدام استعارة مرتبطة بالحيوانات. فقد اقترح آخرون وصفها بالتنانين أو القنطور (كائن أسطوري نصفه إنسان، والنصف الآخر حصان)، على الرغم من أن كلاين يريد تجنب استخدام أوصاف خاصة بالوحوش الأسطورية. يقول: “لا يتعلق الأمر بالأمل والوعد فحسب، بل يتعلق أيضاً بأساسيات الأمل والوعد”.

منعطف فاصل لشركات اليونيكورن التكنولوجية الهندية

أثبتت العقود القليلة الماضية أن التكنولوجيا الجديدة يمكن أن تعيد تشكيل الصناعات وتتباهى بالنمو الهائل، وبالتالي أصبح رأس المال الجريء أحد أفضل فئات الأصول أداءً على مدار العقد الماضي، وفقاً لمصرف “مورغان ستانلي”.

كن وصف “يونيكورن” خرج عن نطاق السيطرة، حيث لجأت الشركات الناشئة أحياناً إلى تدابير يائسة لتحقيق مكانتها المنشودة في أسرع وقت ممكن. انخرط بعضها في جولات متعددة لجمع الأموال على مدى فترات قصيرة للوصول إلى عتبة المليار دولار السحرية، في حين تحولت أخرى إلى اتجاهات مثل سلاسل الكتل “بلوكتشين” أو الذكاء الاصطناعي للاستفادة من زخم السوق.

المعروف أن شركة “وي وورك” روّجت لأهداف نمو غير واقعية؛ حيث ارتفعت قيمتها إلى ما يزيد عن حجم “عشرة مليارات دولار”.

تعد أوروبا مكاناً مناسباً لتحويل التركيز إلى الإيرادات بفضل متطلبات الشفافية. لا تزال الشركات الناشئة في المنطقة متأخرة عن وادي السيليكون في قدرتها على الحصول على تمويل أعلى في مرحلة لاحقة، مما يجعل من الصعب توسيع نطاقها لتصبح بمثابة شركتي “مايكروسوفت” أو “ألفابت” التالية.

ضعف التمويل يدفع شركات ناشئة للتهرب من مستثمريها

لكن شركات رأس المال الجريء المحلية تولي الأولوية بالفعل لنماذج الأعمال المستدامة على مقاييس التقييم، ويرجع ذلك جزئياً إلى قدرتها على الاعتماد على الأرقام في اتخاذ قراراتها. على عكس نظيراتها في الولايات المتحدة، تخضع الشركات الناشئة الأوروبية لقواعد تنظيمية أكثر صرامة تتطلب الإفصاحات المالية.

على الرغم من أنه يكاد يكون من المستحيل معرفة أرقام الإيرادات لشركات أميركية مثل “سكيل دوت إيه آي”  ومقرها في سان فرانسيسكو (والتي جمعت للتو مليار دولار بتقييم 14 مليار دولار)، أو جارتها “أنثروبيك”  (والتي يقال إن قيمتها تتراوح بين 15 و20 مليار دولار)، يمكنك بسهولة الحصول على البيانات لأي شركة خاصة مكونة من شخصين في المملكة المتحدة، حيث يجب على جميع الشركات المسجلة تقديم البيانات المالية السنوية إلى مؤسسة “كومبانيز هاوس”، بصفتها وكالة التسجيل الحكومية.

حتى الآن، اتبع المستثمرون المؤسسيون الأوروبيون هذا النهج إلى حد بعيد، حيث تجنبوا وضع أموالهم في التكنولوجيا الجديدة التي تحمل وعوداً كبيرة. عندما كان مختبر الذكاء الاصطناعي “ديب مايند” يشرع في نشاطه، كافح مؤسسو الشركة للحصول على داعمين يضعون أكثر من 30 ألف جنيه إسترليني (38 ألف دولار) بها، واضطروا إلى السفر إلى وادي السيليكون للحصول على الملايين التي يحتاجون إليها من أمثال بيتر ثيل وإيلون ماسك. (في النهاية، اشترت جوجل ديب مايند مقابل 650 مليون دولار).

واجب وطني

لم يكن من المفيد أن يتم إقناع المستثمرين الأوروبيين بالقيام بواجبهم الوطني من خلال “دعم” المنظومات التكنولوجية المحلية-فكر في الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يستهدف 25 شركة “يونيكورن” بحلول عام 2025.

يقول كلاين: “كان المستثمرون محقون عندما قالوا: لماذا؟ “هل هذه مشاريع علمية؟ هذه مدخرات تقاعد الناس. نحن لسنا جمعيات خيرية”، ولتغيير الاتجاه، قد يكون من المفيد للمستثمرين المؤسسيين النظر إلى الأرقام الواسعة التي حققتها شركات النخبة في جميع أنحاء البلاد والمنطقة الأوروبية الأوسع.

من ناحية أخرى، يستعد المستثمرون البريطانيون الآن لزيادة استثماراتهم بعد أن تعهدت شركات معاشات التقاعد المحلية-التي تدير أصولاً تبلغ قيمتها نحو 3 تريليونات دولار أميركي-بتخصيص 5% من أموالها الافتراضية لـ”أسهم غير مدرجة” بحلول عام 2030، وهو ما من شأنه أن يعزز قطاع التكنولوجيا في البلاد.

من الأفضل أن يوجهوا انتباههم إلى 118 شركة ناشئة في المملكة المتحدة تحقق عائدات تتجاوز 100 مليون دولار، وفقاً لشركة استخبارات السوق “ديل روم دوت كو” .

بارمي أولسون
كاتبة في بلومبيرج في مجالات التكنولوجيا