أوضح الكاتب الصحفي المتخصص في التكنولوجيا وأمن المعلومات، تامر إمام، حجم التأثر الناتج عن الخلل التقني الذي ضرب العالم اليوم الجمعة، قائلاً: إن المشكلة بدأت في الساعة السادسة والنصف بتوقيت أمريكا الشمالية، وعلى الفور بدأ العالم أجمع يشعر بها، بالتالي لا نتحدث عن أماكن بعينها ولكن الأزمة متعلقة بكافة أجهزة الحاسوب التي تعمل بنظام ويندوز وهذه هي البداية.
وقال الكاتب الصحفي تامر إمام، في مداخلة هاتفية لقناة “اكسترا نيوز”، إن التحليلات حتى الآن من جانب المتخصصين تشير إلى أن الأزمة متعلقة بتحديث من شركة crowd strike وهي أحد أكبر الشركات على مستوى العالم في مجال الأمن السيبراني، مشيراً إلى أن شركات عملاقة في مجال التكنولوجيا تتعامل معها وأحد تلك الشركات هي مايكروسوفت التي نتحدث عن الأزمة الخاصة بها.
وأشار الكاتب المتخصص في التكنولوجيا، إلى أن الساعات القادمة قد تكشف عن مفاجآت أخرى بتعرض شركات عملاقة تعتمد على crowd strike لنفس الأزمة وتعرض أنظمتها لخلل.
وفسر الكاتب تامر إمام، سبب شعور العالم أجمع بالأزمة، قائلًا: تصادف حدوث الخلل التقني مع يوم الجمعة وأغلب دول العالم تعمل بشكل طبيعي في هذا اليوم وهو ما أدى إلى تأثر بورصات عالمية ومجموعة من المصارف والبنوك العالمية فضلاً عن تأثر حركة الطيران في عدد من مطارات العالم، التي تأثرت بشكل كبير على مستوى العالم.
وعن حدوث مثل هذا الخلل من قبل، لفت إمام، إلى أن الأعطال التي كنا نشهدها في السابق كانت تتعلق بخدمة أو بعض الخدمات لكن الآن نحن أمام أزمة تطول شركات كبرى تقدم أنظمة تشغيل تعمل بها غالبية الأجهزة الإلكترونية على مستوى العالم، وهو ما سبب مشكلة على مستوى العالم خاصة أن 80-85% من الأجهزة الإلكترونية على مستوى العالم تعمل بنظام ويندوز الذي تطوره شركة مايكروسوفت وهو ما أدى إلى الأزمة التي نشهدها حالياً.
وتابع: في السابق عندما كانت تتعطل أحد الخدمات يكون لها بديل بالتالي الأمور تسير بشكل شبه طبيعي، أما الآن نشاهد مطارات تتعرض لشلل تام ومسئولو المطارات يعودون للنظام اليدوي للحد من آثار المشكلة الموجودة.
وأشار الكاتب الصحفي تامر إمام، إلى أن الخلل التقني أثر على كافة القطاعات، لكن قطاع المطارات كان الأكثر تأثراً نتيجة التعامل المباشر واللحظي مع المستخدم النهائي، حيث يتعامل معها ملايين المستخدمين الموجودين في مطارات العالم ومن هنا بدأ الجميع يتجه لمنصة إكس “تويتر سابقاً” للتعبير عن استيائهم وغضبهم من الخلل التقني.
وأردف أن أغلب شركات الطيران أصدرت تعليمات للتعامل بشكل يدوي للتقليل من الآثار السلبية نتيجة خروج المنظومة بالكامل عن العمل، ولكن إذا نظرنا للوضع في مصر فالمنظومة آمنة ولم تتأثر حسبما صرح المسئولون، فقط يحدث التأثير في الطيران من وإلى مصر في حال التعاون مع بعض شركات الطيران التي لن تستطيع تجاوز الخلل الذي حدث خاصة في ظل التصريحات الأخيرة لشركة مايكروسوفت مع عودة بعض الخدمات للخدمة، وتدريجيا وخلال ساعات ستعود الأمور إلى طبيعتها.
ونوه إلى أن بحسب ما صرحت به شركة مايكروسوفت فإن الخدمة قد تكون عادت بنسبة من 60-70% خصوصاً الخدمات المربوطة بالسحابة، وهي أول ما عملت مايكروسوفت على استعادته لأن 70-80% من خدماتها تعتمد على السحابة، أما باقي الخدمات نتمنى أن يكون التأثير السلبي محدود على المستخدمين في مختلف أنحاء العالم.
وعن التوصيات التي يمكن توجيهها للمستخدمين خاصة المسافرين، قال إنه في حال المستخدم النهائي الذي يتعامل مع جهاز كمبيوتر يعمل بنظام ويندوز إذا ظهرت له الشاشة الزرقاء التي تشير إلى وجود مشكلة برجاء تجاهل الرساله وعدم اﻻنجراف وراء التحديث لأن هذا هو السبب الرئيسي في المشكله كما هو معلن حتى الآن.
وبالنسبة للمستخدمين من باقي أنحاء العالم ومن يتعاملون مع أي جهة متضررة مع الخلل التقني عليهم مراجعة مزودي الخدمات بشكل عادي والاتصال بخدمة العملاء.
واختتم الكاتب الصحفي تامر إمام، حديثه برسالة طمأنة مفادها أنه حتى الآن لا نتحدث عن اختراق أمني متعمد أو سرقة بيانات أو عملية تسريب إلكتروني لكن الأمر يتعلق بخلل في أنظمة التشغيل وهو في حد ذاته مطمئن إلى حد كبير بحسب عدد من المتخصصين خاصة أن أصابع الاتهام لم توجه إلى أعمال تخريبية.