حذر محمد عبد الوهاب، المحلل الاقتصادي والمستشار المالي للاتحاد العربي للتطوير والتنمية التابع لمجلس الوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية، من انهيار سوق العملات الرقمية في أي وقت قائلًا: إن ما حدث من انهيار بورصة FTX للعملات الرقمية المشفرة كان أمراً متوقعاً، ووارد الحدوث في أية لحظة لأي شركة تعمل في هذا السوق عالي المخاطر.
وأوضح أن كافة البنوك المركزية في العالم وعلى رأسها البنوك بالدول العربية مصر والسعودية والإمارات، حذرت مراراً من الاستثمار في هذا السوق الذي يفتقد للقواعد المنظمة والجهات الرقابية ومنظم السوق المسئول عن وضع القواعد ومراقبة تنفيذ القوانين وحماية المستثمرين.
وأضاف عبد الوهاب، أن سوق العملات الرقمية المشفرة يندرج تحت نطاق “السوق السوداء – BLACK MARKET” فهو لا يخضع لأية قواعد أو قوانين سوى العرض والطلب والطمع والرغبة في جني أكبر مكسب ولو على حساب الاخرين.
وأشار إلى أن انهيار شركة FTX ينطوي على كثير من المخالفات منها التلاعب والغش والتدليس، من جانب مالك الشركة ومؤسسها سام بانكمان فرايد، بجانب الكثير من الشائعات التي أدت لانهيار الشركة في ساعات معدودة، وهذا هو حال السوق غير الرسمي عالي المخاطرة الذي يحقق الربح السريع أو الخسارة القاتلة في ساعات، وهذا هو سبب تحذيرنا أكثر من مرة من الاستثمار في تلك العملات الرقمية خصوصاً للأفراد الذين لا يستطيعون تحمل تلك الخسائر.
ولم يستبعد المحلل الاقتصادي خسارة العديد من الشركات بالشرق الأوسط وخصوصاً الخليج جراء انهيار شركة FTX، مؤكداً أن الفترة الأخيرة شهدت دخول عدد من الشركات في استثمارات في سوق العملات الرقمية المشفرة باعتباره سوق واعد ولاقى رواجاً كبيراً بين الشركات، خصوصا عملة البيتكوين، مؤكداً أن الأيام القادمة قد تكشف عن خسائر لشركات بالمنطقة جراء إفلاس منصة FTX.
وأضاف أن سوق العملات الرقمية سيشهد انخفاضات كبيرة خلال الأيام المقبلة حيث سيقوم العديد من المستثمرين بالانسحاب من هذا السوق وهو ما سيؤثر على أسعار كافة العملات خوفاً من المخاطر المحدقة التي قد تلم بهم خصوصاً مع الأزمة الاقتصادية الحالية التي يمر بها العالم وهو ما يؤثر بشكل كبير على الشركات خصوصاً التي ترغب في توفير السيولة.
وتوقع محمد عبد الوهاب، أن يشهد سوق العملات الرقمية انخفاضات قد تصل إلى 30% حتى نهاية العام، مرجعاً ذلك إلى توفير السيولة بشكل أساسي، محذراً من الاستثمار في تلك العملات مهما بدت جاذبيتها لارتفاع مخاطرها بشكل كبير وانهيار FTX في ساعات خير شاهد على ذلك.
ونصح محمد عبد الوهاب، المستثمرين بالتوجه إلى الملاذات الأآنة خصوصاً الذهب باعتباره مخزن للقيمة كما أنه سريع التداول وبالتالي يوفر السيولة في أي وقت ولا يخسر قيمته بعكس باقي الملاذات الأمنة كالاستثمار العقاري وخلافه التي تعد استثمارات طويلة الأجل وتحتاج وقت لتسيلها.
وكان البنك المركزي المصري، قد حذر من تداول العملات الرقمية أو الاستثمار فيها أكثر من مرة، أخرها في شهر سبتمبر الماضي، لما تكتنفه من مخاطر عالية منها تذبذب قيمتها بشكل كبير، واستخدامها في الجرائم المالية والقرصنة الإلكترونية، بالإضافة الي أنها لا تصدر من البنك المركزي المصري أو أي سلطة إصدار مركزية رسمية يمكن الرجوع إليها، وبالتالي فإنها تفتقر لأي غطاء مادي يضمن استقرار العملة وحماية حقوق المتعاملين بها.
وحظر قانون البنك المركزي المصري والجهاز المصرفي – الصادر بالقانون رقم 194 لسنة 2020 – إصدار العملات المشفرة أو الاتجار فيها أو الترويج لها أو إنشاء أو تشغيل منصات لتداولها أو تنفيذ الأنشطة المتعلقة بها، ويعاقب من يخالف ذلك بالحبس وبغرامة لا تقل عن مليون جنيه ولا تجاوز عشرة ملايين جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.