والشمول المالى يعني أن الأفراد والشركات لديهم إمكانية الوصول إلى منتجات وخدمات مالية مفيدة وبأسعار معقولة تلبى احتياجاتهم «معاملات ومدفوعات ومنتجات ادخار وتسهيلات ائتمانية وقروض وخدمات تأمين»، ويتم تقديمها على نحو مسؤول ومستدام.
ويحتفل العالم فى ١٢ أغسطس من كل عام، باليوم العالمى للشباب، بهدف تذكير العالم بدور الشباب والتزامات الدول تجاههم باعتبارهم عماد الأمم وأساس مشروعاتها الثقافية والاجتماعية، فضلاً عن كونهم الفئة الأكثر احتياجًا للاهتمام لحساسية المرحلة التى يعيشونها المليئة بالطاقة التى لو أحسن استغلالها لساهمت فى نهضة الأمم.
البنك المركزى المصرى باعتباره قائد ثورة الشمول المالى فى مصر، اتخذ العديد من الإجراءات التى تعزز الشمول المالى فى البلاد، بداية من تحديد عدد ٦ فعاليات تُنظم على مدار العام، والتى تضم؛ اليوم العالمى للمرأة فى مارس، واليوم العربى للشمول المالى فى أبريل، ويوم الادخار فى يونيو، واليوم العالمى للشباب فى أغسطس، ويوم الفلاح فى سبتمبر، ويوم ذوى الهمم فى ديسمبر.
كما وضع «المركزى» إستراتيجية الشمول المالى للفترة من (٢٠٢٢–٢٠٢٥) لقياس مستوى الشمول المالى فى مصر من حيث الإتاحة والاستخدام وجودة الخدمات المالية فى إطار وضع أهداف ورؤية واضحة لإعداد وتصميم إستراتيجية الشمول المالى وتحديد أولويات التنفيذ، فضلاً عن اطلاقه العديد من منتجات الرقمية المبتكرة على غرار كبرى البنوك في العالم، ليستحق أن يكون الرقيب الأفضل للصناعة المصرفية على مستوى المنطقة، وهو ما جعل العديد من البنوك المركزية الأفريقية تأتي إلى مصر للاطلاع على تجربتها الناجحة في التحول الرقمي.
«المركزي» اتخذ خطوات متسارعة خلال السنوات الأخيرة لتعزيز التحول الرقمي في مصر بشكل عام والقطاع المصرفي بشكل خاص، بدأها بإطلاق مبادرات للشمول المالي منذ أبريل 2017، وتوجيه البنوك للتوسع في المنتجات الرقمية كمحافظ الهاتف المحمول وخدمات الموبايل والإنترنت البنكي، مرورًا بإصدار ضوابط وقواعد رقمية تمثل طفرة في الصناعة المصرفية في مصر وعلى رأسها إصدار قواعد رخص البنوك الرقمية، وخدمات الإقراض والادخار الرقمي، وصولاً إلى خدمة ترميز بطاقات الدفع على تطبيقات الهاتف المحمول، والتى كان أخرها تفعيل البنوك المصرية لخدمة «Apple Pay» فى مصر.
هذا التوجه من قبل البنك المركزي والذي لم يكن وليد اللحظة بل نتيجة عمل ومجهود ضخم على مدار سنوات، يؤكد على أن وقت الاعتماد الكلي والتحول إلى التعامل الرقمي بشكل كامل قد اقترب، وهو ما تؤكده معدلات الشمول المالي، فضلاً عن حجم المعاملات الرقمية في مصر والذي وصل إلى أكثر من 22 تريليون جنيه بنهاية 2024، بزيادة تتجاوز 200% مقارنة بعام 2021 الذي سجل 7 تريليونات جنيه.
ولا يمكننا أن نغفل الطفرة التى حققها تطبيق «إنستاباي» في السوق المصرية، ووصول عدد العملاء المسجلين على التطبيق أكثر من 12.5 مليون عميل خلال فترة وجيزة، ووصول حسابات المحافظ الإلكترونية في مصر إلى أكثر من 50 مليون حساب خلال 2024، مقارنة بـ 25 مليون حساب في نهاية 2021، فضلاً عن الانتهاء من إطلاق خدمة ترميز بطاقات الدفع على تطبيقات الهواتف المحمولة وتفعيل خدمة أبل باي (Apple Pay) كمرحلة أولى، كخطوة هامة نحو تشجيع المواطنين على الاعتماد على الهاتف المحمول في إتمام المعاملات المالية الرقمية.
كل هذه المعطيات تؤكد على أن التحول الكبير الذي تشهده السوق المصرية في التحول الرقمي لم يأت صدفة، وإنما من خلال خطة محكمة واستراتيجية واضحة تسعى لتحقيق هدف أسمى وهو التحول الرقمي الكامل خلال سنوات معدودة، خاصة في ظل خطط البنك المركزي لإطلاق العديد من المشروعات الرقمية خلال الفترة المقبلة وعلى رأسها خدمة التوقيع الإلكتروني E-kyc خلال النصف الثاني من 2025.
وتمثلت أبرز هذه المحاور في تطوير الخدمات المصرفية الرقمية، حيث تقدم البنوك خدمات مثل الإنترنت البنكي والموبايل البنكي مجانًا أو بتكلفة منخفضة لجذب شرائح جديدة، مثل الشباب والفئات غير المتعاملة مع القطاع المصرفي، وإتاحة محافظ إلكترونية وبطاقات مدفوعة مقدمًا تتيح للعملاء إجراء معاملات مالية بسهولة دون الحاجة إلى حسابات تقليدية، مما يسهل الوصول إلى الخدمات المالية.وتدعم البنوك تطوير البنية التحتية للتكنولوجيا المالية، مثل شبكة التحويلات اللحظية التي تتيح تحويل الأموال فورًا إلى الحسابات والبطاقات والمحافظ الإلكترونية، مع ستخدام تقنيات متقدمة لتأمين المعاملات وحماية العملاء من الاحتيال، مما يعزز الثقة في الخدمات الرقمية.
وفى هذا السياق، تستغل البنوك المصرية فعالية «الشمول المالى للشباب»، والتى بدأت من الأسبوع الجارى، لتقديم حزمة من الخدمات والمزايا المصرفية الرقمية المجانية، ما يوسع من قاعدة المتعاملين ماليًا، ويعزز من دعم التحول نحو الاقتصاد الرقمي.
وبحسب أحدث البيانات الصادرة عن البنك المركزى المصرى، ارتفعت نسبة الشمول المالى بين الشباب (الفئة العمرية من 15 إلى 35 سنة) لتصل إلى 53.1٪ من إجمالى عددهم البالغ نحو 39.4 مليون شاب، وهو ما يعكس نموًا بنسبة 65٪ خلال الفترة من 2020 حتى نهاية 2024، هذه القفزة ليست مجرد رقم، بل تعكس تحولًا نوعيًا فى وعى الشباب بأهمية الاندماج فى المنظومة المالية الرسمية، ونجاحًا كبيرًا فى سياسات البنوك والمؤسسات المعنية بتوسيع قاعدة المتعاملين.
البنوك المصرية تتيح خلال هذه الفترة، فتح الحسابات مجانًا ودون حد أدنى، مع تخصيص منتجات مبتكرة للشباب، مثل الحسابات البنكية الإلكترونية دون حد أدنى، وبطاقات الدفع المخصصة للطلاب، والمحافظ الذكية، والتطبيقات المصرفية التى تراعى سهولة الاستخدام وسرعة الأداء، حيث تسهم الفعاليات التوعوية، التى تنظمها المؤسسات المصرفية فى الجامعات ومراكز الشباب، فى فتح قنوات حوار مباشر مع هذه الفئة، وتعزيز ثقتها بالقطاع المالي الرسمي.
وتقدم بنوك عدة حسابات توفير مخصصة للشباب بعوائد مرنة وميزات تشجيعية، على سبيل المثال، يتيح «حساب توفير المستقبل» من البنك الأهلى المصرى عائدًا تنافسيًا يشجع على الادخار من دون حد أدنى وعائد يصل إلى 8.75٪، فيما يوفر «حساب توفير الشباب» من بنك HSBC مصر أسعار عائد متدرجة بحسب شرائح الرصيد الشهرى من دون حد أدنى وبعائد يصل إلى 8٪.
ويقدم بنك مصر حسابًا يوفر عائدًا دوريًا يمكن اختياره بين الشهرى أو ربع السنوى أو نصف السنوى أو السنوى من دون رسوم لفتح الحساب وبحد أدنى 500 جنيه وعائد يصل إلى 12.50٪، أما البنك المصرى الخليجى، فصمم «حساب MINT» للشباب من دون مصاريف فتح حساب وعائد يصل إلى 4٪، فى حين يتيح البنك العربى حسابين رقميين هما e-Tawfeer، يمكن فتحهما وإدارتهما بالكامل عبر تطبيق عربى موبايل، وخدمات رقمية متطورة.
وفيما يخص التمويل، توفر البنوك باقة من القروض التى تلائم تطلعات الشباب، أبرزها القرض الشخصى النقدى الذى يمكن استخدامه لتغطية النفقات المختلفة، بالإضافة إلى قرض تمويل السيارات بشروط ميسرة، إذ يدعم بنك مصر رواد الأعمال الشباب من خلال تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، بما يعزز فرص العمل والتشغيل الذاتى.
كما توفر البنوك أيضًا بطاقات خصم ومدفوعة مقدمًا تناسب أسلوب حياة الشباب من بينها بطاقة BM للشباب من بنك مصر، وهى بطاقة خصم مباشر مرتبطة بحساب توفير تمنح حاملها عائدًا على مدخراته، و»بطاقة Charge & Go” المدفوعة مقدمًا من بنك CIB من دون حاجة إلى فتح الحساب وهى متاحة للشباب بدءًا من سن 16 عامًا.
ويقدم بنك مصر «بطاقة الشباب “Youth Card” التى تتيح حدود استخدام محددة داخل مصر، ما يوفر تحكمًا أكبر فى النفقات، كما يمكن لحاملى البطاقة الاستفادة من خدمات شركة «فوري» من خلال ماكينات الصراف الآلى الخاصة ببنك مصر، مثل سداد الفواتير، وشحن رصيد الهاتف المحمول، وغيرها من الخدمات الإلكترونية المتنوعة.
وفى هذا السياق، أجمع عدد من الخبراء المصرفيين والاقتصاديين على أن تعزيز الشمول المالى بين الشباب يتطلب معالجة مجموعة من التحديات الجوهرية، يأتى فى مقدمتها تطوير المنتجات المالية المخصصة لهم، والتوسع فى استخدام الحلول الرقمية، إلى جانب نشر الوعى والثقافة المصرفية فى القرى والنجوع والمناطق النائية، مؤكدين أن الشباب يمثلون محورًا أساسيًا فى جهود التحول نحو الاقتصاد الرسمى، ما يستدعى تحركات شاملة من قبل البنوك والمؤسسات المعنية لضمان إدماجهم الكامل داخل المنظومة المالية.
قال الدكتور أحمد مصلوح، خبير الخدمات المصرفية الرقمية والتكنولوجيا المالية، إن تحقيق نسبة نمو بلغت 65٪ فى الشمول المالى بين الشباب خلال السنوات الأربع الماضية يعد مؤشرًا إيجابيًا للغاية، يعكس نتائج الجهود المكثفة التى بذلتها الدولة والقطاع المصرفى لنشر ثقافة الاقتصاد الرقمى وتعزيز الوعى بأهمية التعاملات الرسمية.
وأشار مصلوح إلى أن هذه النتائج لم تأتِ من فراغ، بل كانت ثمرة حملات التوعية والمبادرات المتنوعة التى أطلقتها الدولة، إلى جانب جهود البنك المركزى والبنوك العاملة فى السوق المصرية، من أجل ترسيخ مفهوم الشمول المالى بين شريحة الشباب، التى تعد من الفئات الأكثر وعيًا وتفاعلًا مع التكنولوجيا الحديثة.
وأكد أن الابتكار فى الخدمات المالية كان له دور محورى فى توسيع قاعدة المتعاملين ماليًا، لافتًا إلى أن تطوير القنوات المصرفية الرقمية مثل تطبيقات الهاتف المحمول، وخدمات الموبايل البنكى، وأجهزة الصراف الآلى (ATM)، والمحافظ الإلكترونية، ومنصات التحويل اللحظى مثل «إنستاباي»، كلها أسهمت بشكل مباشر فى هذا التقدم، واعتبر أن منتجات مثل بطاقات «ميزة» والمحافظ الرقمية كانت من بين أكثر الأدوات تأثيرًا فى تحقيق الشمول المالى، نظرًا لسهولة استخدامها وانتشارها بين فئات الشباب.
وأوضح مصلوح أن البنوك خلال الفترة الأخيرة بدأت تتبنى توجهًا أكثر وعيًا ومرونة فى تقديم خدمات مالية مبتكرة تلائم سلوكيات واحتياجات الشباب، مشيرًا إلى أن هذا التحول ساهم فى زيادة ثقة المستخدمين فى المنظومة المصرفية الرقمية، كما أشاد بدور شركات التكنولوجيا المالية (فينتك) فى تطوير حلول ذكية بالتعاون مع البنوك، مؤكدًا أن هذا التكامل إتاحة بيئة أكثر مرونة واستجابة للتغييرات فى سلوك العملاء.
وأضاف أن مبادرات التوعية التى ينفذها القطاع المصرفى، لا سيما البنك المركزى، فى المدارس والجامعات، خاصة فى القرى وصعيد مصر، كان لها أثر كبير فى تعزيز الشمول المالى لدى فئة الشباب والمراهقين.
وفى هذا الإطار، دعا البنوك إلى تكثيف جهودها فى المناطق الريفية والنجوع وصعيد مصر، عبر تصميم وتقديم خدمات مالية تتناسب مع مستويات الدخول المنخفضة، مثل قروض صغيرة، وبطاقات دفع مرنة، ومنتجات مالية بسيطة تلائم الواقع الاقتصادى والاجتماعى لسكان هذه المناطق. وتوقع الدكتور مصلوح أن ترتفع نسبة الشمول المالى بين الشباب إلى 60٪ بحلول نهاية عام 2025، إذا ما استمرت وتيرة التوعية والتطوير الحالية.
من جانبه، أكد الدكتور هانى حافظ، الخبير المصرفى، أن وصول نسبة الشمول المالى بين الشباب إلى 53٪ يعد إنجازًا ملموسًا يعكس التحسن اللافت فى البنية التحتية الرقمية للقطاع المصرفى، لكنه حذر فى الوقت نفسه من أن قرابة نصف شباب مصر لا يزالون خارج المنظومة المالية الرسمية، ما يشكل فجوة كبيرة ينبغى معالجتها لتحقيق شمول مالى فعال ومستدام.
وأوضح حافظ أن التحول الرقمى لم يعد خيارًا ترفيهيًا، بل بات ضرورة اقتصادية واجتماعية، إذ لم تعد القنوات التقليدية وحدها قادرة على مواكبة تطلعات الشباب، الذين باتوا أكثر ميلًا إلى استخدام الحلول الذكية فى تعاملاتهم اليومية.
وأشار إلى أن التطبيقات المصرفية الذكية، والحسابات منخفضة التكاليف، ومنتجات التمويل الأصغر، تمثل أدوات رئيسية لجذب الشباب غير المنضمين إلى القطاع المصرفى، خاصة فى المناطق النائية التى تفتقر إلى تغطية بنكية واسعة.
وعن أسباب التحسن فى معدلات الشمول المالى بين الشباب، قال حافظ إن هناك ثلاثة عوامل رئيسية تقف وراء هذا التقدم، أولها الانتشار الواسع للمحافظ الإلكترونية عبر شبكات الهاتف المحمول، التى استقطبت عددًا كبيرًا من الشباب غير المتعاملين سابقًا مع البنوك، أما العامل الثانى فيكمن فى السياسات التيسيرية للبنوك، والتى أتاحت فتح الحسابات من دون حد أدنى للرصيد أو مصروفات إدارية، خصوصًا خلال فعاليات الشمول المالى التى ينظمها البنك المركزى المصرى.
بينما يتمثل العامل الثالث فى تصاعد جهود التثقيف المالى التى انخرطت فيها المؤسسات المصرفية والتعليمية، وأسهمت فى رفع وعى الشباب بأهمية الاندماج فى المنظومة المالية الرسمية. وبناءً على هذه المعطيات، توقع حافظ ارتفاع نسبة الشمول المالى بين الشباب إلى نحو 60٪ بحلول نهاية عام 2025، بشرط الاستمرار فى تطوير خدمات رقمية تواكب الاحتياجات الفعلية لهذه الفئة، كدفع المصروفات الدراسية، والتحويلات، والتمويل الاستهلاكى.
وأكد أن النجاح فى هذا الملف يتطلب من البنوك أن تتحول إلى منصات رقمية متكاملة، تتحدث بلغة الجيل الجديد وتلبى تطلعاته المتغيرة، مشيرًا إلى أن شركات التكنولوجيا المالية (FinTech) تمثل جسرًا حيويًا فى هذا الاتجاه، بفضل ما توفره من حلول مرنة وسريعة مثل التمويل الأصغر والتحويلات الرقمية.
ونوه حافظ بالتنبيه إلى أن قياس الشمول المالى يجب ألّا يقتصر على عدد الحسابات المفتوحة، بل لا بد من أن يقاس بمدى استخدام هذه الحسابات وارتباطها الفعلى بالنشاط الاقتصادى والاجتماعى، لضمان اندماج حقيقى ومستدام لفئة الشباب داخل النظام المالى.
وأكد الدكتور محمد أنيس، الخبير الاقتصادى، أن أحد أبرز وأصعب معوقات الاستثمار فى مصر يتمثل فى البيروقراطية، مشيرًا إلى أن هذا الخلل يشكل عائقًا كبيرًا أمام جذب الاستثمارات وتنفيذ المشروعات بسلاسة.
وشدد على أن الشمول المالى يمثل أداة محورية لتحويل البيروقراطية من عبء على الاستثمار إلى عنصر دعم له، لما له من دور مباشر فى رفع كفاءة الأداء الحكومى وتعزيز الشفافية وتقليص المعاملات الورقية.
ويرى أنيس أن الربط بين الشمول المالى والتحول الرقمى هما السبيل لتحقيق قفزة نوعية فى كفاءة البيروقراطية المصرية، تنعكس على مختلف القطاعات، مؤكدًا أن الشباب يمثلون الفئة الأهم فى عملية التحول نحو الاقتصاد الرسمي.
وأشار إلى أن الاستثمار فى إدماجهم ماليًا ورقميًا هو استثمار فى مستقبل الاقتصاد المصرى خلال العقود المقبلة، سواء من حيث الاستهلاك أو الإنتاج، لافتًا إلى أن بناء بيئة رقمية شاملة يتطلب توفير بنية تحتية قوية، وتدريب الكوادر البشرية، وتهيئة المنظومة بالكامل لتستوعب التعامل غير النقدى فى جميع الخدمات والمعاملات.
وأضاف: «يجب ألّا يترك خيار الدفع نقدًا متاحًا فى المستقبل، بل ينبغى أن يصبح كل شيء تحت مظلة المنظومة الرقمية، حتى أبسط المعاملات»، مشددًا على ضرورة أن يضخ القطاع المصرفى استثمارات فى البنية التحتية والكوادر الفنية لتحقيق هذا التحول.
وأشار أنيس إلى أن الابتكار فى الخدمات الرقمية هو المفتاح لزيادة الشمول المالى بين الشباب، لكنه حذر من تحميل المستهلكين تكاليف مرتفعة أو مصاريف إدارية مبالغ فيها؛ لأنه قد يشكل عائقًا كبيرًا أمام انتشار تلك الخدمات.
وشدد على أهمية تصميم حلول رقمية بسيطة وفعالة وبتكلفة منخفضة، لتشجيع الشباب على استخدامها، وتوسيع قاعدة المتعاملين مع النظام المصرفى الرسمى، وتوقع استمرار القطاع المصرفى فى مسار التطوير الحالى، مؤكدًا أن التحول الرقمى سيقود الاقتصاد نحو معدلات نمو أعلى وأكثر استدامة، متوقعًا أن تتحقق نقلة شاملة نحو الرقمنة الكاملة خلال السنوات الخمس المقبلة.