في ليلة وضحاها، تحول حلم الربح السريع الى كابوس للمشتركين في منصة FBC الإلكترونية، بعد علمهم بقفل المنصة، وعدم تمكنهم من استرداد الأموال.
والآن، يعيش الملايين في حالة من الترقب، في انتظار ما تسفر عنه التحقيقات، وهل سيتمكنوا من استعادة أموالهم؟!
فتحت الأجهزة الأمنية تحقيقًا موسعًا فى واقعة تعرض عدد كبير من المواطنين لوقائع نصب واحتيال من قبل منصة FBC للاستثمار على الإنترنت، بعد التقدم ببلاغات ضد المنصة واتهامها بجمع مبالغ كبيرة منهم، لتغلق بعده المنصة، التي ادعت أنها مرخصة.
وكشف الفحص المبدئى، أن منصة FBC ظهرت كمنصة استثمارية ربحية تستهدف جذب المواطنين لاستثمار أموالهم فيها من خلال عمليات سحب وإيداع، ويكون أقل مبلغ للاشتراك فيها 720 جنيهًا، ويتم منح المستخدمين أموالًا مقابل مشاهدة الفيديوهات على اليوتيوب كأرباح، في طريقة لتحفيزهم على الدفع أكثر لتحقيق مكاسب أكبر، ليصابوا بصدمة كبيرة في النهاية وهي اختفاء المنصة ذاتها.
ويقوم الآن فريق أمنى بالتحقيق فى الواقعة وكشف ملابساتها وضبط القائمين على إدارة المنصة بداخل البلاد أو الوكلاء لها، واتخاذ الإجراءات القانونية قبلهم.
واتبعت منصة FBC نهجًا معتادًا في الاحتيال من خلال تقديم أرباح مغرية في البداية، مما عزز ثقة المستثمرين وأدى إلى زيادة استثماراتهم. ومع مرور الوقت، بدأت السياسات تتغير بشكل تدريجي حتى تم منع عمليات السحب تمامًا، وهو ما أثار ذعر المستخدمين.
ومن أبرز أساليب الخداع التي استخدمتها FBC
1- الترويج عبر مواقع التواصل الاجتماعي: ادعت المنصة أنها مرخصة واستخدمت حملات إعلانات مكثفة على إنستجرام وتيك توك لجذب المستثمرين، مدعية أن الذكاء الاصطناعي هو المسؤول عن تحقيق الأرباح.
2- إيهام المستخدمين بالاستقرار المالي: وفرت المنصة عائدات مرتفعة في البداية لإقناع المستخدمين بمصداقيتها، وهو تكتيك معروف في عمليات الاحتيال.
3- فرض قيود تدريجية على السحب: مع تزايد عدد المستثمرين، بدأت المنصة في تعديل سياسات السحب، ما أدى إلى إثارة الشكوك بين المستخدمين.
4- ادعاء التعرض لهجوم سيبراني: في خطوة تهدف إلى تبرير خسارة الأموال، زعمت المنصة أنها تعرضت لهجوم إلكتروني كبير تسبب في خسارة المليارات، وهو ما اتضح لاحقًا أنه مجرد حيلة لنهب المزيد من الأموال.
وتعد FBC نموذجًا متكررًا لعمليات الاحتيال الرقمي، حيث تستغل هذه المنصات طموح الأفراد لتحقيق ثروة سريعة من دون إدراك المخاطر الحقيقية.
ومع انتشار عمليات النصب الإلكتروني، تدعو الجهات الأمنية جميع المواطنين إلى توخي الحذر قبل استثمار أموالهم في أي منصة غير معروفة، والتأكد من موثوقيتها قبل الإقدام على أي خطوة مالية.
ويجب على المواطنين الحذر من المنصات التي تعد بأرباح عالية وسريعة، والتأكد من حصولها على التراخيص اللازمة، بالإضافة إلى ضرورة التحقق من مصداقية أي منصة يتم الاستثمار من خلالها في أسواق المال قبل الاستثمار فيها، وذلك من خلال البحث عن تقييمات المستخدمين وآراء الخبراء.
كما يجب عدم مشاركة المعلومات الشخصية أو المالية مع أي منصة غير موثوقة، والابتعاد عن التسويق الشبكي أو الهرمي، لأنه غالبا ما يكون غطاء لعمليات نصب واحتيال.