أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجرته “إس إيه بي” -عملاقة التكنولوجيا العالمية- أن تركيز الحكومة المصرية على الاستدامة والتحول الرقمي، باعتبارهما من الركائز الأساسية لتحقيق رؤية مصر للعام 2030، كان له تأثير إيجابي على طريقة عمل المؤسسات على امتداد مختلف القطاعات في البلاد.
نتائج الاستطلاع
الاستطلاع الذي أجرته “يوجوف” بتكليف من “إس إيه بي”، وشمل صناع القرار في مجال تكنولوجيا المعلومات، فإن المؤسسات المصرية، القى الوضوء على أن المؤسسات المصرية تنسجم انسجامًا وثيقًا مع استراتيجية التنمية المستدامة ضمن رؤية 2030، وتركيزها المتزامن على التحول الرقمي، بالإضافة إلى رؤية مصر الرقمية التي وضعتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ووفقًا لنتائج الاستطلاع، فإن 86% من المشاركين في الدراسة يخططون لتنفيذ مزيد من الاستثمارات في التحول الرقمي والخدمات السحابية في غضون 18 شهرًا، فيما أقرّ 91% من المؤسسات بأن التحول الرقمي مهم لتحقيق أهدافها التجارية.
في الوقت نفسه، أقرّ أكثر من 90% من المؤسسات التي شملها الاستطلاع بقيمة الاستدامة باعتبارها أحد أهداف الأعمال، واعتبرت أن التكنولوجيا والابتكار مهمان لنجاح استراتيجياتها للاستدامة. ويرى جميع المشاركين تقريبًا (94%) أنه سيتمّ الربط بين الأداء المالي واستراتيجيات الاستدامة في مؤسساتهم خلال الاثني عشر شهرًا القادمة.
لا غنى عن التكنولوجيا
وقال محمد سامي، المدير التنفيذي لشركة “إس إيه بي” في مصر، إن هذه النتائج تعزّز وجهة نظر شركته المتمثلة بأن مفاهيم الاستدامة والتحول الرقمي “شديدة الترابط”، موضحًا أن التحول الرقمي “ركيزة أساسية من ركائز الاستدامة”.
وأضاف: “لا غنى عن التكنولوجيا في تتبع جهود الاستدامة وإدارتها، بصرف النظر عن كون الحوسبة السحابية، مثلًا، أكثر ملاءمة من حيث خفض انبعاثات الكربون وترشيد استهلاك الطاقة من الحلول التي تُستخدم في مقار العمل. لذلك، نحرص عند تصميم حلول “إس إيه بي” على بناء مقاييس الاستدامة في جميع عمليات الأعمال، وإنشاء حلول مخصصة فقط لقياسات الاستدامة وتحليلها”.
وأشار العديد من عملاء “إس إيه بي” الكبار في مصر، إلى أن التركيز على الاستدامة دفعهم إلى اختيار شركة “إس إيه بي” كشريك رقمي لهم.
تقليل البصمة الكربونية
وقال مصطفى الجبلي، العضو المنتدب لشركة بولي سيرف للأسمدة والكيماويات: عندما بدأنا برنامج الرقمنة لأول مرة في عام 2019، كان العمل بطريقة أكثر استدامة أحد أهدافنا الرئيسية. وقد نجحنا في تحقيق هذا الهدف بالاعتماد على حلول SAP S/4HANA ومنصة أريبا. وإننا نسعى دائماً لاستكشاف وتجربة طرق جديدة لتقليل بصمتنا الكربونية.
وطلب استطلاع “يوجوف” من المشاركين فيه ترتيب أبرز أهدافهم للاستدامة للأشهر الثمانية عشر المقبلة، فجاء الحدّ من النفايات أولوية قصوى لدى 53% من المؤسسات، تلاه الهدف المتمثل بمعالجة مسألة الاستدامة في سلاسل التوريد، بنسبة 52%، بينما ذكر 34% من المشاركين تقليل الانبعاثات وتخفيض البصمة الكربونية باعتبارهما أولوية احتلّت المرتبة الثالثة.
منافع التحول الواسعة
علاوة على دعم أهداف الاستدامة، تتبنى المؤسسات في مصر التحول الرقمي لتعزيز مختلف جوانب عملياتها وخدماتها. وجاء على رأس هذه الخدمات، وفقًا للاستطلاع، خدمة العملاء، التي حدّدها 60% من المشاركين هدفًا لمؤسساتهم، تلاها التمويل (45%) والموارد البشرية (45%)، وسلاسل التوريد (25%).
أما فيما يتعلق بقياس نجاح التحول الرقمي، قال المشاركون إنهم سيفكرون في عوامل مثل زيادة الكفاءة (59%)، وتحسين خدمة العملاء (52%)، وتوفير التكاليف (39%)، وتعزيز القدرة التنافسية (20%).
اعتماد مصر تقنيات جديدة
وتعليقًا على الدعم القوي للتحول الرقمي في مصر، خلص سامي إلى أن اعتماد مصر التقنيات الجديدة، ورؤيتها لإنشاء بنية تحتية رقمية قوية مدعومة بقوى عاملة ماهرة، ألهمت المؤسسات تبني منافع الحوسبة السحابية.
وتابع: “هذا التبنّي سوف ينعكس مزيدًا من التقدم في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلات والروبوتات وعلوم البيانات والبلوك تشين والأمن السيبراني.
وأكد أن تبني التحوّل الرقمي يدعم التنمية الوطنية المستدامة ويعزز مكانة مصر مركزًا إقليميًا للابتكار، كما هو وارد في رؤية البلاد الرقمية”.
