في فيلم “سلامة في خير”، الذي عرض في عام 1937، واجه نجيب الريحاني مشكلة كبيرة في الحفاظ على عهدته من الأموال، بعد إغلاق البنك لأبوابه، وعدم تمكنه من إيداعها في حساب الشركة التي يعمل بها.
أوحت الفكرة لـ”طلعت حرب”، مؤسس بنك مصر، بضرورة ابتكار وسيلة لإيداع الأموال في أوقات إغلاق البنوك، ليلا وفي الأجازات الرسمية، وبذلك تم ابتكار “الخزينة الليلية”، أول اختراعى لخدمة الإيداع البنكي، وهي الخدمة الموجودة حاليا في صورة ماكينات الإيداع ATM.
وانتشرت “الخزينة الليلية” في شوارع القاهرة خلال العهد الخديوي والملكي، في فروع بنك مصر، وتم تصميمها في لندن، وأصبح بنك مصر هو أول من أدخل الخدمة المسائية البنكية، من خلال ماكينة الإيداع التي وضعت خارج أبواب البنك.
والخزينة الليلية هي خزينة حديدية، يتم فتحها بمفتاح، تم تزويد بعض عملاء البنك به، ممن تضطرهم الظروف عادة لاستخدامها.
ويقوم العميل بفتح الخزينة بمفتاحه، ووضع الأموال التي يريد إيداعها في حسابه في ظرف مكتوب عليه اسم العميل ورقم الحساب والمبلغ المودع، ثم يتم وضعه داخل الخزينة، ليسقط الظرف داخل أنبوب، يصل إلى مكان آمن في خزينة البنك الأرضية.
وفي صباح اليوم التالي، تقوم لجنة من البنك بحصر المظاريف، ليتم إيداع الأموال في حسابات أصحابها.