قامت شركة “آبل” بتقييد خدمة “إير دروب” Airdrop داخل الصين، قبل أسابيع قليلة من اندلاع الاحتجاجات التي جذبت الاهتمام الدولي باعتبارها التحدي الأكبر للرئيس “شي جين بينج”.
وتتيح ميزة Airdrop للمستخدمين مشاركة الملفات لاسلكيًا على غرار بلوتوث، بحيث يمكن إرسال الملفات لمستخدمي أجهزة ايفون في الأماكن المجاورة بسهولة، وهو ما دفع المتظاهرين في الصين للاعتماد عليها في نشر صور معارضة لسياسات الحكومة، نظرا للقيود المفروضة على مختلف شبكات التواصل وتطبيقات التراسل في الصين.
وأصبحت خاصية “إير دروب” أداة مهمة في جهود المتظاهرين للتحايل على أنظمة الرقابة الاستبدادية على مدى السنوات الأخيرة، بسبب اعتمادها على الاتصالات اللاسلكية بين الجوالات بدلًا من الإنترنت.
وتم استخدام هذه الخاصية على نطاق واسع خلال الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في هونج كونج لعام 2019، عندما كان المتظاهرون يشاركون الرسائل ونصوص الاحتجاجات مع المارة والزوار من الصين القارية من خلال شبكة “إير دروب” المفتوحة.
وفي منتصف أكتوبر، ورد أنه تم استخدام “إير دروب” لنشر رسائل تستند إلى لافتات أنتجها أحد المتظاهرين في بكين والمعروف باسم “رجل الجسر”، مما دفع شركة “آبل” لإجراء تحديث على مدة استخدام الخاصية داخل الصين لتصبح 10 دقائق كحد أقصى ثم طلب إعادة التشغيل.
وجاء قرار “آبل” قبيل مؤتمر الحزب الشيوعي الوطني وتولي “شي” ولاية ثالثة على الحزب، مما يشير إلى الشكوك حول توقيت التحديث من الشركة الأمريكية التي تتمتع بتاريخ من تكييف منتجاتها وخدماتها لتتوافق مع الضوابط الصينية الصارمة.
وفي حين أن الاضطرابات الأخيرة موثقة جيدًا في الصحافة الدولية، إلا أن التغطية داخل الصين كانت محدودة، وقد جادل البعض بأنها قد تؤدي إلى قمع أكبر للمعارضة من قبل السلطات.