Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

وسام العدني يكتب: التحول الرقمي.. من المعنى إلى التطبيق

في أواخر عام 2019، حينما ظهرت بوادر جائحة كوفيد 19، بدأ مصطلح التحول الرقمي في الظهور على مستوى العالم، وهو التوجه الذي تبنته كافة الشركات والحكومات العالمية كوسيلة أساسية لتخطي الازمة العالمية للمؤسسات والشركات في ظل التغيرات الجديدة التي طرأت على بيئة العمل ومتطلبات العملاء وظروف الحظر والإغلاق التي فرضت في أغلب دول العالم.

ولكن مع الدعوة العامة والشاملة لتطبيق التحول الرقمي، لم يتم تحديد تصور واضح لمعنى هذا التحول الرقمي المفترض أو متطلباته وطريقة تطبيقه وقياس مدى فاعليته، سواء على مدى كفاءة العمل وتطوره بالمؤسسات أو على مستوى رضاء العملاء أو حتى تكيف الموظفين مع الأساليب والأنظمة الجديدة لتنفيذ وظائفهم المعتادة.

التعريف المبسط للتحول الرقمي، في الأساس، هو الاعتماد على التكنولوجيا والأنظمة والبيانات الموجودة بالشركة في إيجاد فرص بيع من خلال خلق قنوات عمل وموارد ربح جديدة أو خلق خدمات ومنتجات إلكترونية جديدة للعملاء.

من خلال هذا التعريف المبسط، نجد أن هناك فرق كبير بين عملية التحول الرقمي (Digital Transformation) وما يعرف بعملية الرقمنة (Digitization).

وهذا الخطأ شائع ويقع فيه العديد من الشركات، حيث أن عملية الرقمنة تركز بالأساس على الأنظمة والتكنولوجيا الخاصة بالشركة من حيث تطويرها أو زيادة كفاءتها أو عملية أتمتة نظم تدفق العمل (Business Flow Automation).

لتنفيذ عملية تحول رقمي ناجحة، يجب أولا بناء استراتيجية رقمية (Digital Strategy) للشركة أو المؤسسة، والتي لا تقل أهمية عن استراتيجية العمل (Business Strategy)، بل ويجب أن تتوافق الاستراتيجية الرقمية مع الأهداف الأساسية للشركة وتوجهاتها المستقبلية.

ثانيا، يجب عمل تحليل دقيق عن احتياجات العملاء من خدمات أو منتجات رقمية، وكذلك احتياجات الموظفين لأدوات تكنولوجية مختلفة لأداء وظائفهم في ظل بيئة العمل الجديد مثل العمل من المنزل.

بعد ذلك، يتم عمل تقييم شامل للأنظمة التكنولوجية والأنظمة التحتية المستخدمة بدقة لتحديد مدى كفاءتها لتنفيذ عملية التحول الرقمي المطلوبة.

من خلال هذه النقاط يمكن تحديد المشاريع أو المتطلبات اللازمة لعملية التحول الرقمي، ومن ثم يمكن عمل خطة تنفيذ واضحة الملامح، وفيها يتم ترتيب قائمة المشاريع المطلوبة طبقا لأهميتها والوقت اللازم للتنفيذ والميزانية المطلوبة، ولكن الأهم هو تحديد الأهداف والمعايير المستخدمة في قياس نجاح كل مشروع على حده، والتأكد من أن الأهداف المخططة تفوق الإنفاق المتوقع (ROI).

من هنا تبدأ أهم خطوة لنجاح التحول الرقمي، وهي الدعم الكامل من الإدارة العليا للشركة، والتعاون المستمر والمشاركة من كافة العاملين في تنفيذ عملية التحول، حيث أنها عملية مشتركه بين كافة إدارات العمل والعاملين بها.

في النهاية، يجب العلم بأن عملية التحول الرقمي هي عملية ليست بالسهلة، وأحيانا تتطلب الكثير من المجهود والوقت، وربما تتطلب إحداث تغييرات جذرية في نظام العمل أو أساليب تنفيذه، وهي تعتبر عملية مركبة ومعقدة، ولكنها أساسية وضرورية لبقاء المؤسسة في ظلّ بيئة العمل الجديدة، واستعدادا لكافة المتغيرات المستقبلية المتوقعة.

تحليل كتبه: وسام العدني

الرئيس التنفيذي لتكنولوجيا المعلومات بمجموعة غبور أوتو