Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

هل يحوّل «معرض Cairo ICT 2020» تحديات كورونا إلى فرص؟

واجهت صناعة المعارض على مستوى العالم خلال العام الحالي ضربة موجعة، بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد، وعمليات الإغلاق أمام حركة السفر التي طالت العديد من الدول للتحوط ضد الوباء العالمي، إلى جانب التأثيرات السلبية التي شهدتها أعمال كافة القطاعات الاقتصادية، ويبحث حاليا القائمون على الصناعة – التي تتفوق في بعض الدول على صناعات كبرى – إعادة الروح لها وإعادة تعريف مفهوم تنظيم المعارض عبر الاستثمار في التقنيات الحديثة وتطوير مفهوم جديد لقطاع المؤتمرات والمعارض.

والسوق المصري ليس ببعيد، فصناعة المعارض خلال السنوات الماضية شهدت طفرة كبيرة عبر العديد من المعارض الكبرى التي نجحت في قيادة قطاعاتها للنمو وتطبيق أفضل الممارسات الاستثمارية واستقطاب الموارد المالية والبشرية، وعلى رأس القائمة معرض القاهرة الدولي للاتصالات CAIRO ICT الذي نجح في تشكيل سمعة جيدة لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري على المستوى الإقليمي والدولي، حيث يعد من المعارض القليلة في مصر التي تتمكن سنويا من جذب الشركات العالمية للمشاركة.

ويتمتع المعرض بمكانة إقليمية ودولية مرموقة كونه مصدر الإلهام الأكبر للمهتمين بقطاع التكنولوجيا والاتصالات على مدار أكثر من 23 عامًا منذ إطلاقه لأول مرة عام 1996، وحظي Cairo ICT باهتمام ورعاية شخصية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي رعى المعرض خلال آخر 6 دورات وافتتح فعالياته بنفسه 5 مرات متتالية، وأطلق من خلاله عدة مبادرات محلية وإقليمية لدعم خطط واستراتيجيات التحول الرقمي في مصر ودول الشرق الأوسط وإفريقيا.

ويبدو أن الشركة المنظمة للمعرض “تريد فيرز إنترناشيونال”، رغبت في مفاجأة الجميع بإقامة الدورة الـ 24 من المعرض في الفترة من 22-25 نوفمبر تحت عنوان The Big Reset برعاية رئيس الجمهورية، في ظل ظروف يبدو فيها أن عددا كبيرا من المسئولين وقيادات القطاع الخاص متخوفين من موجه ثانية لفيروس كورونا المستجد.

الرئيس السيسي أثناء تفقد عدد من أجنحة الشركات بمعرض CAIRO ICT

فهل ينجح رهان القائمين على المعرض في إقامة الدورة الـ 24؟

 

كشف أسامة كمال رئيس شركة تريد فيرز انترناشيونال المنظمة لفعاليات معرض ومؤتمر القاهرة الدولي للاتصالات (كايرو آي سي تي)، أن الدورة الـ 24 للمعرض تأتي بعد النجاحات التي حققها في سنواته الماضية والتي انعكست إيجابا في مشاركة كل القطاعات الاقتصادية في المعرض والتي ترتبط في عملها بالمواطن، مشيرا إلى أن دورة هذا العام من المعرض تأتي في ظل الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا، والتي حرصت فيها عدد من الشركات العالمية المتخصصة في الأنظمة الأمنية وأجهزة الحماية وكاميرات المراقبة على المشاركة بقوة في دورة هذا العام.

وأشار إلى أن الدورة الحالية ستشهد مشاركة عدد من الشركات العالمية لأول مرة بما يعزز وجهة نظر القائمين على المعرض في إقامة الدورة الحالية، منوها إلى أن صناعة المعارض يعاد الآن صياغتها من جديد على المستوى الإقليمي والدولي ويجب أن تدخل مصر بقوة للحصول على حصتها وأن تعزز مقومات المعارض الكبرى التي تقام فيها عبر توفير برامج وحزم دعم حكومية خاصة بقطاع المؤتمرات والمعارض.

 

وأكد كمال، أن الدورة الحالية للمعرض ستشهد لأول مرة الجمع بين عقد مؤتمرات وأحداث أونلاين عبر شبكة الإنترنت وبين الحضور الفعلي فيما يعرف باسم hybrid exhibition، مؤكدا على ضرورة دعم الأحداث الافتراضية في الفترة الحالية تمهيداً لاعتمادها كداعم مستقبلي للفعاليات، إلى جانب الدعوة إلى مزيد من تفعيل وتعزيز الاندماج والشراكات بين الجهات المنظمة للمعارض.

ونوه إلى أن رهان النجاح للدورة الحالية قائم على الثقة التي يحظى بها المعرض لدى العديد من الشركات العالمية التي شاركت بقوة في الدورات السابقة، بالإضافة إلى التنوع في الفعاليات الذي يتميز به المعرض، فالمعرض تحول إلى منصة عالمية تجذب اهتمام جميع الراغبين في تطوير أعمالهم.

أسامة كمال

معرض كايرو آي سي تي، يعد وفقا للعديد من المراقبين والمحللين أهم حدث سنوي متجدد ومتفاعل مع الابتكارات الجديدة، ويقدم تجربة عرض غير معتادة تستوعب أحدث التقنيات الجديدة ويعمل على ربط أطراف الصناعة وتمكين العارضين من النمو في مصر والمنطقة عبر تطوير شراكات تجارية وإيصال منتجاتهم لأكثر من مليون زائر اهتموا بالمعرض خلال دوراته السابقة.

 

أبرز ملامح الدورة الجديدة للمعرض:

وتشهد دورة هذا العام العديد من الفعاليات الموازية ومنها إقامة المعرض والمؤتمر الدولي لتكنولوجيا النقل TransMEA والذي يتطرق لعدة موضوعات متعلقة بتطوير البنية التحتية للمواصلات والطرق بشكل رقمي، اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي الذي يدعم فكرة مخاطبة الآلات بعضها البعض دون تدخل من البشر.

وتشمل فعاليات المعرض هذا العام العديد من الفعاليات المصاحبة منها مؤتمر Pafix المدفوعات الإلكترونية والشمول المالي بالتعاون مع شركة تكنولوجيا تشغيل المنشآت المالية والبنك المركزي المصري ومشاركة طارق عامر محافظ البنك المركزي بمشاركة موسعة لمجموعة من البنوك الحكومية والعالمية الرائدة، لاستعراض حلولهم البنكية المعتمدة على تكنولوجيا المعلومات.

وتتضمن نسخة العام الحالي أيضا، مؤتمر الأمن والسلامة الدولي DSS الذي يعقد بحضور نخبة من الخبراء بالمجال الأمني لمناقشة سبل تعزيز دور التكنولوجيا في منظومة التأمين الشخصي وتأمين المنشآت.

ويستمر معرض كايرو آي سي تي في دورته الجديدة في دعم الإبداع والابتكار من خلال ملتقى الابتكار Innovation Arena وهي الساحة المخصصة لشباب المبدعين ورواد الأعمال لاستعراض مشروعاتهم المبتكرة.

أحمد مكي رئيس مجلس الإدارة “بنية كابيتال”

 

ربط خطط التعافي الاقتصادي للقطاع بالمعرض واعتباره جزء أساسي منها ضرورة، وفقا للمهندس أحمد مكي رئيس مجلس إدارة مجموعة بنية الراعي الرسمي للمعرض، حيث أشار إلى أن تنوع المعرض في أفكاره وفعاليته خلال السنوات الماضية يؤهله بقوة إلى المساهمة في دعم وتنمية القطاع في فترة ما بعد فيروس كورونا، خاصة في ظل المستجدات التي فرضها هذا الوباء من تعزيز ونمو الطلب على الخدمات التكنولوجية وإبرازه للعديد من الفرص التي يمكن للشركات العاملة في القطاع من اقتناصها سواء على المستوي المحلي أو الإقليمي.

وأشار إلى أن شركته كانت حريصة على رعاية الدورة الجديدة لمعرض “كايرو أي سي تي” في دورته الرابعة والعشرين وفقا لهذه الرؤية التي تعزز مكانة المعرض، مشيرا إلى مشاركة فايبر لأول مرة في المعرض عام 2018 كانت بداية قوية لها في السوق المصري.

غياب قطاعات وهيئات «الاتصالات» لأول مرة منذ تدشين الوزارة

تصريحات أسامة كمال خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل أيام قليلة للكشف عن تفاصيل الدورة الجديدة للمعرض، لم تتضمن الحديث عن تواجد قطاعات وهيئات وزارة الاتصالات، رغم أن تلك الهيئات اعتادت على المشاركة بالمعرض منذ تدشين الوزارة عام 1999، وأبرزها هيئة إيتيدا والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وهيئة البريد المصري والشركة المصرية للاتصالات.

وبمواجهة «كمال» بأسئلة صحفية سعيا لمعرفة السبب، أجاب بتحفظ شديد ودبلوماسية معهودة، ليؤكد أن تواجد قطاعات الوزارة يعد إضافة قوية للمعرض، ولكن يبدو أن الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات غير متحمس للمعرض هذا العام بسبب تخوّفه من حدوث موجة ثانية لفيروس كورونا، وفقا لما قاله أسامة كمال. 

الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات

 

لكن تصريحات أسامة كمال لم تنف أو تؤكد مشاركة الوزارة بالمعرض، خاصة وأن الشركة لم تتلق موافقة الوزارة حتى الآن على رعاية المعرض، رغم الحصول على خطاب رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وتأكيد حضوره للمعرض كما هو المعتاد في السنوات الخمسة الماضية.

مخاوف وزير الاتصالات من حدوث موجة ثانية لفيروس كورونا تعد أمرا لا يمكن إنكاره، في ظل تحذيرات محلية ودولية من موجة ثانية للوباء العالمي، إلا أن الشركة المنظمة للمعرض أكدت على توفير كافة الإجراءات الاحترازية للتحوط ضد فيروس كورونا.

فوفقا لأسامة كمال تم الاتفاق مع إدارة شركة بنية لحلول الاتصالات؛ الراعي الرسمي للمعرض، على توزيع 50 ألف كمامة طبية على زوار المعرض، بالإضافة إلى عدم السماح بتسجيل زوار المعرض من خلال الحضور الفعلي، بل سيتم ذلك أونلاين من خلال QRcode سيتم منحه لكل زائر يقوم بالتسجيل عبر الموقع الإلكتروني للمعرض؛ وذلك تجنبًا التكدس والازدحام، كما ستنفذ الشركة أيضًا بالتنسيق مع إدارة قاعة المعارض، مجموعة من التدابير الاحترازية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، ومنها قياس درجة حرارة الزائرين، وتوفير أدوات التعقيم وتطهير اليدين، بجانب الالتزام بتعقيم جميع القاعات بعد انتهاء الفعاليات اليومية وتهيئة المكان لاستقبال الزائرين في اليوم التالي.

إقامة المعرض يعزز عودة الحياة للفعاليات المتخصصة

في ظل اتخاذ العديد من الدول خطوات جدية للخروج بمبادرات نوعية تعيد لصناعة المعارض تألقها ودورها في تعزيز مختلف القطاعات الاقتصادية، يبدو أن إقامة المعرض سيشكل رأس حربة للنفاذ في هذا التوجه خاصة مع إدراك صناع القرار أن قطاع المؤتمرات والمعارض جزء أساسي من خطط التعافي الاقتصادي، وأن أهميته لا تقل عن أية قطاعات اقتصادية أخرى.

وأشار مراقبون إلى أن حزمة المحفزات الاقتصادية التي أقرتها مصر لدعم الجهات الحكومية والخاصة وقطاعات الأعمال والأفراد، ستسهم بشكل كبير في تعزيز ثقة مجتمع الأعمال والشركات المحلية والعالمية بصناعة المعارض، داعين إلى تعزيز فرص التواصل ضمن القطاعات الاقتصادية وإطلاق ندوات وجلسات تفاعلية مشتركة بين متخذي القرار للإسراع بإيجاد حلول مبتكرة تتناسب مع التداعيات التي فرضها فيروس كورونا المستجد.

وأكدوا على أن إقامة فعاليات معرض كايرو اي سي تي تتناسب مع رؤية مصر 2030 من خلال العمل على النهوض بهذه الصناعة وتطويرها، ووضع دليل موحد لتصنيف منشآت ومرافق فعاليات الأعمال، للمساهمة في تحسين جودة المرافق، وفق أعلى المعايير الدولية، والاستفادة من التجارب الدولية والأبحاث المتخصصة في هذا المجال.

وزير النقل كامل الوزير خلال مشاركته بالمعرض العام الماضي

ووفقا لاستطلاع قامت به FOLLOW ICT حول الحلول والمقترحات التي ترغب الشركات في وجودها ضمن فعاليات المعرض، تركز توجه المشاركين على ضرورة إتاحة الفرصة للتواصل مع العملاء إلكترونيا ومعرفة احتياجاتهم المستقبلية، فضلاً عن إنشاء منصة مشتركة للشركات المشاركة في المعرض، كما دعوا إلى ضرورة أن يخرج المعرض بمبادرات خاصة بزيادة وعي وتدريب العاملين بالصناعة بالتطورات التي فرضتها الجائحة، بالإضافة إلى دعم الأحداث الافتراضية تمهيداً لاعتمادها كداعم مستقبلي للفعاليات، بالإضافة إلى الدعوة الى تفعيل الشراكات بين الشركات وإتاحة الفرصة للعملاء للسماع منهم ومعرفة احتياجاتهم المستقبلية.

ومن خلال Follow ICT، حاولنا رصد بعض الشواهد التي تمنحنا التفاؤل بإقامة المعرض في موعده، وهي:

– انخفاض عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا داخل مصر بشكل كبير، وإعلان اللجنة العلمية لمكافحة كورونا عن انتهاء الموجة الأولى للفيروس، بجانب التزام المواطنين بالإجراء الاحترازية مما يبشرنا بعدم التعرض لموجة ثانية.

– قرارات مجلس الوزراء الصادرة بتاريخ 14 سبتمبر، تنص على السماح بإقامة المعارض الثقافية بنسبة حضور لا تتجاوز 50% وتكون البداية بمعرض الكتاب بالإسكندرية، كذلك تم إقامة معرض أهلا مدارس يوم 20 سبتمبر الماضي داخل أرض المعارض مع تنفيذ الإجراءات الاحترازية، كذلك إقامة معرض تراثنا قبل أيام قليلة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.

– معرض جيتكس دبي في دورته هذا العام سيقام بشكل طبيعي ولكن تم تأجيل موعده لمدة شهرين، ليقام في الفترة من 6 – 10 ديسمبر بدلا من أكتوبر، وبعض الشركات التكنولوجية المشاركة بهذا المعرض تكون حريصة على المشاركة بمعرض Cairo ICT أيضا.

– المعرض العالمي للهواتف MWC في دورته المقبلة لعام 2021 سيقام في شهر يونيو المقبل وبشكل طبيعي، بل وقامت عدة شركات بحجز مكانها داخل المعرض بدءا من الآن.

– كافة العاملين بالقطاع يحرصون كل عام على إقامة المعرض مهما كانت التحديات، وفي عام 2011 توقعنا جميعا إلغاء المعرض بسبب الثورة لكنه أقيم بعد 4 أشهر فقط من ثورة 25 يناير، ونفس الأمر في عام 2013 لكنه أقيم بعد 5 أشهر فقط من ثورة 30 يونيو.