Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

مصطفى أبو جمرة يكتب: «ميتا».. بيع وهمي للمستقبل ونهاية تعيسة للعالم

يستطيع ابن زوكربيرج أن يغيّر اسم شركته، ويستطيع أيضا أن يغيّر أسماء منصاته، لكنه لا يستطيع أن يغيّر الحقيقه، فهو على دراية كاملة بما قدم وما زال يفعله، ويعلم أن العالم قد كشف عن أنيابه في بلاد كثيرة.

أزمات وقضايا وغرامات وفرض ضرائب عليه، لكنه معتمدا على ضعف التشريعات وقلة فهم أعضاء الكونجرس لذلك يستمر ويتوغل، هكذا بدأ وهكذا يريد أن يستمر.

لذا دعوني أوضح بعض الحقائق الهامة في النقاط التالية:

1- تزايد معدلات استخدام الميديا الرقمية في العالم أربعة أضعاف خلال العقد الماضي وعليه دخول الإعلانات انتقلت بشكل ملحوظ من القنوات التقليدية إلى الرقمية.

2- متوسط عدد ساعات الاستهلاك اليومي للميديا الرقمية عالميًا خمسة ساعات، وللأسف الشرق الأوسط يستهلك ضعف هذه الكمية اليومية، وبالطبع هذا الوقت معظمه إن لم يكن كله هو الترفيه والمتعة وليس الإنتاج والتعلم.

3- دخول كل منصات المجموعة من الإعلانات وعليه من أجل تعظيمها عليه أن يكثر من المحتوى غير اللائق مرة والكاذب مرة أخرى، والسلبي التأثير مرات ومرات.

4- قامت المجموعة بتجارب اجتماعية عديدة على توجيه النشر على التايم لاين وقياس تأثيراته، وأظهرت النتائج حقائق خطيرة تدل على سيطرتهم بالكامل على الرأي العام في معظم دول العالم، ولكل المواضيع من سياسة ومعتقدات وفنون وأخلاقيات.

5- منصة تيك توك الصينية حازت على حصة كبيرة من سوق الشبكات الاجتماعية وباتت تهدد السيد زوكربيرج، وهنا علينا أن نتبيّن أن أمريكا لابد أن تحمى ابنها وتبتلع قضايا الاحتكار والأضرار المجتمعية وإن كانت هي الأقل في أمريكا إذا ما قورنت بدول العالم الثالث، لأن منصات السيد زوكربيرج هي من أهم أسلحة العالم اليوم التي تمتلكها أمريكا دون غيرها، لما توفره من بيانات وتحليلات وتنبؤات.

6- ما قدمه من وعد مستقبلي مبهرٍ هو ليس جديدا وليس محققا لتأخر تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، تلك التقنيات تتطلب معالجات قوية وذاكرة كبيرة، وشبكة 5G حتى تبني هذا الكون الافتراضي بشكل مريح و ممتع، وقد سبقه لهذا الوعد الكثير من منصات الألعاب، و نحن نعلم أنه بعد سنوات ستكون هذه التقنيات متاحة له و لغيره، فكل الشركات الكبرى تستعد لهذه النقلة.

7- سيكون هناك تأثير جسدي ونفسي سلبي للواقع الافتراضي.

8- لقد عانينا وما زلنا من سوءات الشبكات وتأثيرها الكبير في الشكل المجتمعي والاقتصادي، فما بالنا حين تتحول إلى واقع افتراضي متكامل ويتيح كل الموبقات بكل حرية.

ختاما، فالبشرية ليست فأر تجارب لكل تكنولوجيا جديدة، ولابد من إجراء البحوث والتجارب المعملية لها وتقنينها قبل إتاحتها حتى نتجنب وعكة كبرى مرة جديدة ربما تأخذ الكوكب بالكامل للهلاك.

تحليل كتبه: م/ مصطفى أبو جمرة

العضو المنتدب لشركة ميديا ساي ومؤسس منصة Big Brother Analytics