أطلقت “مايكروسوفت”، خلال حدث أقيم أمس الإثنين بمقر الشركة في واشنطن، أجهزة وحواسيب جديدة مزودة بشرائح متقدمة مصممة لتشغيل ميزات الذكاء الاصطناعي عبر نظام التشغيل “ويندوز”، دون استهلاك عمر البطارية بسرعة.
يأتي ذلك في إطار تكثيف مايكروسوفت جهودها لمنافسة كلٍ من “جوجل” التابعة لشركة “ألفابت” و”أبل”، مع بزوغ عصر الذكاء الاصطناعي.
حواسيب سيرفيس لابتوب
أعلنت الشركة خلال الفعالية عن الحاسوب المحمول “سُرفيس لابتوب” و”سُرفيس برو” اللوحي، المزودين بشريحة من إنتاج “كوالكوم” والتي يمكنها تشغيل بعض مهام الذكاء الاصطناعي دون الاتصال بالإنترنت.
وقالت مايكروسوفت إن أداء الحاسوب الجديد “سُرفيس لابتوب” يتفوق على الإصدار السابق الذي كان يعمل بمعالج إنتل بنسبة قدرها 86%. وهو يُعد أول حاسوب من الشركة من فئة كوبايلوت بلس.
وستوفر مايكروسوفت الإصدار الأصغر من الجهاز بمعالج سنابدراجون إكس بلس أو إيليت، في حين سيكون الإصدار الأكبر متاحًا فقط بإصدار سنابدراجون إكس إيليت، مع ذاكرة عشوائية قدرها 16 أو 32 جيجابايت من نوع LPDDR5X.
وتطرح مايكروسوفت الإصدار الأصغر من “سيرفيس لابتوب” بالشاشة البالغ قياسها 13.8 إنشًا بسعر قدره 1000 دولار أمريكي.
في حين يبدأ سعر الإصدار الأكبر بالشاشة البالغ قياسها 15 إنشًا من 1300 دولار أمريكي.
وتتيح مايكروسوفت تلك الإصدارات بعدة ألوان، منها الأزرق والذهبي والأسود والفضي.
حواسيب سيرفيس برو
أعلنت مايكروسوفت، خلال الحدث أيضاً عن الجيل الجديد من الحاسوب الهجين سيرفيس برو Surface Pro، الذي يُعد أيضًا الإصدار الحادي عشر في السلسلة.
ويتميز الجهاز بعدة تحسينات تشمل إضافة شاشة من نوع أولد وكاميرا بدقة قدرها 1440 بكسلًا ودعم الاتصال بشبكات واي فاي 7 مع خيار إضافي للاتصال بشبكات الجيل الخامس 5G.
وتوفر مايكروسوفت الجهاز بشاشة أولد لأول مرة تطلق عليها اسم PixelSense Flow بقياس قدره 13 بوصة ومعدل تحديث يصل إلى 120 هرتزًا، ودقة تبلغ 2880 × 1920 بكسلًا، وهي محمية بزجاج غوريلا جلاس 5.
وتوفر أيضًا مايكروسوفت إصدارًا آخر بشاشة عادية من نوع IPS LCD، ويتطلب الحصول على الإصدار الذي يحمل شاشة من نوع أولد دفع 1500 دولار على الأقل، في حين يبدأ سعر النسخة الأساسية المزودة بشاشة من نوع LCD من 1000 دولار.
ويتوفر جهاز سيرفيس برو الجديد بخيارين فيما يتعلق بالمعالج، إذ يمكن للمستخدمين الحصول على الجهاز بمعالج سنابدراجون إكس من فئة بلس أو إيليت مع ذاكرة عشوائية تصل إلى 32 جيجابايت.
ووفقًا لمايكروسوفت، فإن هذه المعالجات تجعل الجهاز أسرع بنسبة تصل إلى 90% مقارنة بالإصدار السابق، وسعات تخزينية مختلفة تصل إلى تيرابايت.
ويتوفر جهاز Surface Pro الجديد بأربعة ألوان، هي الأسود والبلاتيني والذهبي والأزرق. ويمكن للمستخدمين الآن طلب الجهاز من متجر مايكروسوفت الرسمي، كما سيتُاح في المزيد من الأسواق حول العالم خلال الآونة المقبلة.
كوبايلوت بلس
قال الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا، إن أجهزة الكمبيوتر الجديدة التي تركز على الذكاء الاصطناعي سيُطلق عليها اسم “Copilot + PC”.
وستحتوي تلك الحواسيب على مجموعة من المزايا الحصرية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وهي مزايا متقدمة ومدمجة في نظام ويندوز 11 على نحو افتراضي.
وقالت الشركة إن الأجهزة من فئة “سيرفس” (Surface) التي تنتجها “مايكروسوفت” وشركاء التصنيع، ستوفر المزيد من القوة، وستكون أسرع بنسبة 58% من جهاز “Macbook Air M3” من “أبل”.
وذكرت “مايكروسوفت” أيضاً أن “GPT-4o” من “أوبن إيه آي”، وهو نسخة محدثة من “جي بي تي-4” (GPT-4) الأفضل في التعامل مع النصوص والصوت والصور في الوقت الفعلي، سوف يُدمج قريباً في مساعد “Copilot AI” الذي تنتجه الشركة.
ميزة الاستدعاء الفوري Recall
وعرضت “مايكروسوفت” ميزة تسمى “Recall” المصممة لمساعدة المستخدمين في إيجاد علامة تبويب أو ملف أو بريد إلكتروني أو دردشة مدمجة في المتصفح، بناءً على أوامر لغة المحادثة.
وتمكن ميزة الاستدعاء الفوري Recall المستخدمين من استرجاع أي شيء بمجرد البحث عنه، والتعرف البصري والسياقي، والترجمات التلقائية على الشاشة، وتحسين توليد الصور والنصوص، بالإضافة إلى تأثيرات متقدمة في برنامج Windows Studio وغيرها.
وسلطت مايكروسوفت الضوء على ميزة “الاستدعاء Recall” التي تعمل في الخلفية وتتذكر كل ما يراه المستخدمون ويفعلونه في الحاسوب، وتتيح البحث عن أي محتوى باستخدام اللغة الطبيعية.
وتعمل هذه الميزة عبر كافة التطبيقات، وتتيح للمستخدمين الوصول إلى المحادثات أو صفحات الويب أو المستندات أو الصور أو مقاطع الفيديو بسهولة.
وتصف مايكروسوفت هذه الميزة بأنها أداة إنتاجية قوية تُظهر كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين سير العمل اليومي. وبفضل واجهة المخطط الزمني المدمجة، يمكن للمستخدمين التمرير عبر اللقطات المختلفة التي التُقطت بناءً على معايير البحث، مما يجعل العثور على المحتوى المطلوب أكثر سهولة.
ثورة في الحوسبة
وتسعى “مايكروسوفت” إلى إثبات أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيحدث ثورة في الحوسبة للمستهلكين العاديين، وليس فقط لعملاء السحابة من الشركات.
وقال ناديلا: “كان السعي دائماً يدور حول كيفية بناء أجهزة كمبيوتر تفهمنا، بدلاً من الاضطرار إلى فهم أجهزة الكمبيوتر، وأشعر أننا قريبون حقاً من هذا الإنجاز الحقيقي”.
