Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

لامان محمد تكتب: تقنيات الذكاء الاصطناعي تفرض نفسها على صناعة الإعلام

مع التغييرات الكبيرة الجذرية، التي شهدتها المجتمعات الدولية في العقد الأخير، وفي ظل الوباء العالمي الذي اجتاح العالم منذ عامين، وما خلفه من تغيير في خريطة العالم في كل مجالات الحياة، أصبح تقبل التكنولوجيا واستخدامها أمراً مفروضاً في كل المجالات والصناعات المختلفة.
ففي مجال صناعة الإعلام، حدث تغيير جذري في شكل المحتوى المقدم للجماهير عبر الوسائل الإعلامية والإعلانية المختلفة؛ فاليوم، تعتمد البرامج التلفزيونية على تقنيات الواقع المعزز AR والمؤثرات البصرية في عرض المحتوى، كما نرى أيضاً المذيع الروبوت، والمقابلات التلفزيونية بالهولوجرام.
كذلك، شهدنا ظهور أشكال المختلفة من الصحافة (صحافة الواقع الافتراضي – صحافة الواقع المعزز – صحافة الواقع المختلط – الصحافة الغامرة – صحافة الذكاء الاصطناعي)، كما انتشرت استديوهات الواقع المختلط، وما خلفته من طفرة في صناعة الإعلانات والبرامج التلفزيونية والأفلام والوثائقيات.
وفي مجال الإعلانات الداخلية والخارجية، ظهر الاعتماد على شاشات الليد LED ثلاثية الأبعاد الخالية من النظارات، وما أحدثته من نجاح هائل ومبهر حول العالم مؤخرا، وانتشار الطائرات دون طيار (الدرونات) في الإعلان والترويج عن الخدمات والمنتجات.
وفي مجال التسويق بكل قطاعته ومجالاته، وما خلفته تقنيات الواقع الممتد من تغيير جذري في المضون والشكل وطرق العرض المختلفة له، وكذلك السوشيال ميديا؛ وانتشار الأخبار والفيديوهات الزائفة التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وهنا، نستعرض سريعاً، وبشكل مبسط، ماهية تقنيات الواقع الممتد وأدوات الذكاء الاصطناعي، وعلاقتها بصناعة الإعلام.

الواقع الممتد (Extended Reality XR) وبعض تقنيات الذكاء الاصطناعي

الواقع الممتد (XR) هو مصطلح شامل، يشير إلى أنواع من التكنولوجيات الغامرة، بما فيها تكنولوجيا الواقع الافتراضي والواقع المعزز والواقع المعزز التفاعلي والواقع المختلط.
وتكنولوجيا الواقع الافتراضي (VR) عبارة عن استخدام البرمجيات والأجهزة الحاسوبية لجعل المُستخدمين يشعرون بأنهم في بيئة إفتراضية أخرى غير البيئة الحقيقية التي يتواجدون فيها، ويمكن أن تنقلهم تقنيات الواقع الافتراضي إلى أي عالم افتراضي يريدون الذهاب إليه، ويتم ذلك بواسطة نظارات الواقع الافتراضي؛ ولها أنواع متعددة، وتبدأ أسعارها من 1 دولار وصولاً إلى مئات الدولارات.
والواقع المعزز (AR)، هي التكنولوجيا التي تربط الواقع الحقيقي بالافتراضي، من خلال إضافة بعض العناصر الافتراضية، وذلك باستخدام كاميرا الهاتف أو الحاسوب.
ويوظف الواقع المعزز التفاعلي (AV) الفن والتكنولوجيا للتواصل بشكل تفاعلي، من أجل استخدام التكنولوجيا لتغيير خبرات المستخدمين حول العالم الحقيقي من خلال شاشات تفاعلية.
والواقع المختلط (MR) هو الواقع الذي يجمع ما بين خصائص الواقع الافتراضي والمعزز وبرمجيات الذكاء الاصطناعي، ويستخدم له نظارات مخصصة له تختلف عن نظارات الواقع الافتراضي.
ويشير مصطلح الذكاء الاصطناعي (AI) إلى الأنظمة أو الأجهزة التي تحاكي الذكاء البشري لأداء المهام، والتي يمكنها أن تحسن من نفسها استنادًا إلى المعلومات التي تجمعها.
وأصبح الذكاء الاصطناعي مصطلحًا شاملاً للتطبيقات التي تؤدي مهام مُعقدة، كانت تتطلب في الماضي تدخلا بشريا، وغالبًا ما يُستخدم هذا المصطلح بالتبادل مع مجالاته الفرعية، والتي تشمل التعلم الآلي والتعلم العميق. ومع ذلك، هناك اختلافات، وهناك الكثير من المصطلحات التكنولوجية التي يصعب حصرها.

مستقبل صناعة الإعلام في ظل هذه التكنولوجيات

أصبح الاعتماد على تقنيات الواقع الممتد وأدوات الذكاء الاصطناعي في صناعة الإعلام من أساسيات نجاح المنظومة الإعلامية ككل، وأيضاً لكسب ثقة المشاهد والمستخدمين، وفي ظل انتشار فيديوهات التزييف العميق (Deep Fake)، وقدراتها على تزييف الحقائق، فإن الخطر قد يطال الجميع بلا استثناء.

وتتراوح دوافع استخدام تلك التقنية ما بين الترفيه والسخرية من الشخصيات العامة وتشويه السمعة والانتقام، كما رأينا استخدامها في تحريك صور الموتى.

إننا في حاجة إلى إعلام مهني متطور قادر على مواكبة المتغيرات التكنولوجية الدائمة، ويكون ملما بكل الأدوات مستجدات التكنولوجيه الحديثة، حتى لا يضل القراء والمشاهدين طرقهم إلى المصادر الموثوقة للمحتوى الإعلامي ويقعوا فريسة الشائعات على وسائل التواصل الاجتماعي.

تحليل كتبته: لامان محمد 

باحثه دكتوراة في الواقع الافتراضي والمعزز