خلال مشاركتها في معرض “جيتكس جلوبال 2024″، سلطت شركة “كاسبرسكي” الضوء على اكتشافها حملة تجسس متقدمة تستهدف كيانات حكومية وشركات في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وقالت “كاسبرسكي”، إن هذه الحملة تقودها مجموعة التهديدات المتقدمة المعروفة باسم (SideWinder)، التي تستخدم أداة تجسس جديدة وغير معروفة سابقًا تُسمى (StealerBot).
وحذر فريق البحث والتحليل العالمي (GReAT) في كاسبرسكي، من أن حملة التجسس هذه لا تزال نشطة بشكل عام، وقد تستهدف ضحايا آخرين.
كيف تعمل أداة التجسس الجديدة StealerBot؟
بدأت مجموعة التهديدات المتقدمة (SideWinder) – التي تعُرف أيضًا باسم APT-T-04 أو RattleSnake – نشاطها في عام 2012، وعلى مدى السنوات الماضية، استهدفت هذه المجموعة في المقام الأول كيانات عسكرية وحكومية في دول باكستان، وسريلانكا، والصين، ونيبال، فضلًا عن قطاعات ودول أخرى في جنوب وجنوب شرق آسيا.
وفي الآونة الأخيرة، رصدت كاسبرسكي موجات جديدة من الهجمات، التي توسعت لتؤثر في كيانات رفيعة المستوى، وأيضًا في البنية التحتية الإستراتيجية في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وبالإضافة إلى التوسع الجغرافي، اكتشفت كاسبرسكي استخدام مجموعة (SideWinder) أداة جديدة تُسمى (StealerBot)، مصممة خصوصًا لعمليات التجسس، وتتميز بقدرتها على الاختباء داخل أنظمة الضحايا دون أن تترك أي آثار ظاهرة.
ويقول جيامباولو ديدولا، الباحث الأمني الرئيسي في فريق GReAT في كاسبرسكي: “في جوهرها، (StealerBot)، هي أداة تجسس خفية تسمح لمصادر التهديد بالتجسس على الأنظمة مع تفادي كشفها بسهولة.
وتعمل أداة التجسس من خلال هيكل معياري، فكل مكوّن مصمم لأداء وظيفة محددة. وبصورة لافتة، لا تظهر هذه المكوّنات بهيئة ملفات على القرص التخزيني للنظام، مما يجعل تتبعها أمرًا صعبًا. وبدلًا من ذلك، يجري تحميلها بشكل مباشر على الذاكرة.
ويوجد في قلب (StealerBot) ما يُسمى (المنسق)، وهو الذي يتولى الإشراف على العملية برمّتها، فيتواصل مع خادم القيادة والسيطرة العائد لمصدر التهديد، ويتكفل بتنسيق تنفيذ وحداته المختلفة”.
ماذا تسرق StealerBot؟
لاحظت كاسبرسكي خلال تحقيقها الأخير، قيام أداة (StealerBot) بمجموعة من الأنشطة الخبيثة، مثل: تثبيت برمجيات خبيثة إضافية، وأخذ لقطات للشاشة، وتسجيل نقرات لوحة المفاتيح، وسرقة كلمات المرور من المتصفحات، واعتراض بيانات اعتماد بروتوكول سطح المكتب البعيد (RDP)، واستخراج الملفات، والمزيد.
وأبلغت كاسبرسكي عن أنشطة مجموعة (SideWinder) أول مرة في عام 2018، ويُعرَف عن هذه المجموعة اعتمادها على رسائل البريد الإلكتروني للتصيد الاحتيالي الموجه كوسيلة رئيسية للإصابة.
إذ تحتوي تلك الرسائل على مستندات خبيثة تستغل ثغرات مجموعة برامج (أوفيس) Office، وفي مناسبات أخرى، تلجأ إلى استعمال ملفات LNK وHTML وHTA المرفقة داخل الأرشيفات.
وغالباً ما تتضمن المستندات معلومات حصلت عليها من مواقع إلكترونية عامة، الأمر الذي يُستخدَم في إغراء الضحية لفتح الملف والتوهّم بكونه مشروعًا.
كذلك لاحظت كاسبرسكي توظيف العديد من عائلات البرمجيات الخبيثة ضمن حملات موازية، بما يشمل: أدوات الوصول عن بعد (RAT)، المخصصة والمعدلة منها، والمتاحة للجمهور على حد سواء.
وصايا كاسبرسكي
لتخفيف حدة التهديدات المتعلقة بأنشطة التهديدات المتقدمة المستمرة، يوصي خبراء كاسبرسكي بالتالي:
– تزويد خبراء أمن المعلومات في مؤسستك بأحدث الرؤى والتفاصيل الفنية، مثل: تلك التي توفرها بوابة معلومات التهديدات من كاسبرسكي.
– استخدام حلول منيعة للنقاط الطرفية ولاكتشاف التهديدات المتقدمة في الشبكة، مثل حل Kaspersky Next وحل Kaspersky Anti Targeted Attack Platform.
– تثقيف الموظفين لتعرّف تهديدات الأمن السيبراني مثل رسائل التصيد الاحتيالي.
وأكدت كاسبرسكي، أن حملة مجموعة (SideWinder) الأخيرة تمثل تهديدًا خطيرًا على الأمن السيبراني في المنطقة، وتؤكد أهمية اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية الأنظمة والبيانات من الهجمات السيبرانية المتطورة.