Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

«صناعة الاتصالات» أمام كورونا.. هل يصنع تغيير الخريطة فرص نجاح جديدة؟

شكلت أزمة فيروس كورونا المستجد تحديًا وفرصة لشركات الاتصالات في السوق المصرية، حيث وضعت البنية التحتية تحت الاختبار على مدار أكثر من شهرين منذ بداية الجائحة التي ضربت بقوة كافة القطاعات الاقتصادية وأثرت على مدخلات القطاع، لكنها في الوقت نفسه خلقت نوعيات جديدة من الأعمال وأساليب وأدوات العمل التي تعتمد بشكل كبير على الإنترنت نتيجة العمل من المنزل، في الوقت الذي كثف فيه المصريون من استخدام الانترنت بسبب حظر التجوال الليلي، سواء للترفية أو بالاعتماد على تطبيقات المدفوعات المالية والتجارة والتعليم الإلكتروني، وتطبيقات المحادثات المختلفة.

هذه التغيرات دفعتنا للوقوف بشكل حقيقي على مدى نجاح خطط شركات الاتصالات واستثماراتها -الذكية- خلال السنوات الماضية، سواء في تحسين الخدمات أو المشاركة في صناعة التطبيقات الذكية، أو حتى مستقبلها الاستثماري في سوق تنافسي يبدو أن خريطته يعاد رسمها من جديد.

«فولو آى سي تي»  تحدثت مع عدد من قيادات شركات الاتصالات الأربعة في السوق المصرية للوقوف على هذه التغيرات وسياسات الشركات التنظيمية والفنية للتعامل مع مستجدات “مستقبل ترسم ملامحهُ أزمة كورونا“.

حجم الطلب على خدمات البيانات.. تقرير الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات الأخير كشف ارتفاع مؤشرات استخدام خدمات الاتصالات وذلك في ظل الإجراءات الاحترازية وتطبيق حظر التجوال خلال شهري مارس وأبريل واستكمال العملية التعليمة لطلاب المدارس والجامعات بنظام التعلم عن بعد؛ وتظهر مقارنة مؤشرات خدمات الاتصالات في الأسبوع الثاني من شهر أبريل بالأسبوع الثاني من شهر مارس زيادة في استهلاك الانترنت المنزلى بنسبة 87 % وزيادة في استهلاك الانترنت للموبايل بنسبة 18 % .

ووفقا لقيادات الشركات وصل متوسط ارتفاع حجم الطلب على خدمات نقل البيانات منذ مارس الماضي بنسبة كبيرة جدًا تتراوح بين 30 إلى 40 %، بما في ذلك الانترنت الأرضي والموبايل، وأجهزة الـMiFi وأجهزة الـ4G.

عمليات تطوير استباقية.. المهندس عادل حامد الرئيس التنفيذي للشركة المصرية للاتصالات يرى أن الشبكة تعرضت لضغوط متزايدة نتيجة عمل عدد كبير من المنزل، واستخدام الطلاب منصات التعلم عبر الإنترنت لتنفيذ الأعمال الدراسية، لكن الشبكة استطاعت أن تستجيب لهذه الزيادة الملحوظة في الاستخدام إلى حد كبير دون التأثير على جودة الخدمة، وذلك بفضل عمليات التطوير الكبرى التي نفذتها الشركة في العامين الماضيين عبر التحول لتكنولوجيا الألياف الضوئية، والتي ساهمت في إحداث طفرة كبيرة في قوة تحمل الشبكة وفي زيادة متوسط سرعات الإنترنت المقدمة للعملاء.

عادل حامد

تقديم حيزات ترددية جديدة“، هذا ما يطالب به ألكسندر فورمان الرئيسي التنفيذي لفودافون مصر، لمواكبة الزيادة في الطلب، والاستهلاك المتنامي لخدمات الاتصالات والبيانات بهدف تحسين جودة الشبكة، مؤكدًا جاهزية الشركة لتوسيع قدرات الشبكة للمؤسسات والجهات العاملة بالدولة وتعديل سعة الشبكة في حالة أي تغيير في الطلب.

يتابع فورمان، “قامت بعض الدول منها السعودية والأردن والولايات المتحدة الأمريكية وجنوب افريقيا بتخصيص ترددات إضافية مؤقتة لمشغلي المحمول ليتمكنوا من مجابهة الطلب المتزايد على الخدمات ليقدموا الخدمات بالشكل اللازم والذي يستحقه عملائهم، فربما علينا أيضًا أن نأخذ هذه الخطوة بعين الاعتبار.

ألكسندر فرومان

المهندس خالد حجازي الرئيس التنفيذي للقطاع المؤسسي لاتصالات مصر يؤكد، أن شركته تعمل على رفع الطاقة الاستيعابية لبعض المناطق التي استجدت فيها كثافات بعد أزمة كورونا، لكنه أشار إلى أنه من الصعب تغيير الشبكة التي تم بناؤها على مدار 13 عام في أسابيع، مؤكدًا  ضرورة استكمال شبكات الفايبر تحت الأرض لتحسين الخدمات، مشيرًا إلى أن اتصالات مصر ليست في حاجة لترددات جديدة.

ولفت هشام مهران نائب الرئيس التنفيذى لشركة اورنج مصر لقطاع الشركات إلى أن قطاع الاتصالات في مصر حدث به تطور كبير بما في ذلك البنية التحتية التي استوعبت حجم الزيادة على الطلب في الخدمات في الفترة الأخيرة بشكل مفاجئ، هذا بجانب أن أورنج منذ أكثر من عامين وهي تكثف الاستثمار في الشبكة.

هل سينعكس زيادة الطلب على الانترنت على حجم الإيرادات المالية؟، يقول خالد حجازي، إن ما يتردد حول أن قطاع الاتصالات أكبر المستفيدين من الأزمة ليس صحيحًا، مؤكدًا أنه سيكون هناك تراجع في إيرادات الشركات نتيجة الأزمة الحالية، وأن معدل انخفاض الايرادات يتزايد من مارس إلى إبريل وهكذا حال استمرار الأزمة، موضحًا أن تراجع الايرادات يعود إلى خفض إنفاق العملاء الذين تأثرو بالأزمة وفقدان كثير من العاملين وظائفهم وبالتالي الانفاق على الاتصالات قد يكون في مرتبة متأخرة من الأولويات.

خالد حجازي

وأضاف أن توقف قطاع السياحة وقطاعات أخرى خدمية أثرت بشكل كبير على عائدات الشركة في الفترة الأخيرة، فيكفي أن نحسب كم الفنادق والمطاعم المقاهي والمدارس وحافلات نقل الطلاب، هذا بالإضافة لتوقف عائد خدمات التجوال الدولي، والتجوال المحلي للسائحين حيث أن شهر فبراير ومارس من الشهور القياسية سنويًا في معدلات السياحة لمصر، لذلك مع تأثر هذه القطاعات وتوقفها نتوقع انخفاض في الإيرادات، وهو ما يتوقف على طول مدة الأزمة من عدمها.

انخفاض رواتب العاملين بالقطاع الخاص من المؤكد أثر على عائدات شركات المحمول خاصة وأنه أول البنود التي يعمل الفرد على خفض الانفاق فيها هي خدمات الاتصالات، وفقًا لقول هشام مهران.

هشام مهران

الجانب الإيجابي للأزمة الداعم للشركات: أليكس فورمان يري أن قطاع الاتصالات يشهد طفرة حاليًا نظرا لدعم خدماته بحزمة من القرارات التي مكنت من طرح مزيد من الخدمات سواء خدمات المحمول والاتصالات أو الحلول الالكترونية، وهو ما أدى إلى استيعاب شرائح مستخدمين جدد، وهو ما يدعم القطاع في ظل الأزمة الحالية للصمود والاستمرار في تقديم الخدمات للمواطنين.

على صعيد دعم الخدمات التعليمية، قامت المصرية للاتصالات بعدة مبادرات لدعم التركيز على المنصات التعليمية وزيادة الإقبال على المحتوى التعليمي عبر الإنترنت حيث قامت الشركة بزيادة باقات الإنترنت الأرضي لجميع العملاء بنسبة 20% لمواكبة الزيادة في الاستهلاك دون تحمل العملاء أعباء إضافية.

في وقت سابق كانت اورنج قد أنشأت منصة بالتعاون مع شركة أفايا على شكل فصول افتراضية، وترى أن الوقت الحالي هو الأنسب للعمل على أكثر من منصة لتقديم خدمات التعليم الإلكترونية للمدارس والجامعات بالتنسيق مع الجهات المسئولة في الدولة.

بينما أطلقت مؤسسة فودافون مصر لتنمية المجتمع منصة التعلم الإلكتروني “تعليمي” بالتعاون مع مؤسسة نهضة مصروأطلقت أيضا نظام إدارة التعلم عن بعد “ريدي سكول” والذي يمكن من التواصل بين إدارة المدارس والمدرسين والطلاب والمنصات التعليمية التابعة لوزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

الطلب على الخدمات الالكترونية وعلى رأسها خدمات تحويل الأموال عبر المحمول، أوضحت «اتصالات مصر» أن الأزمة عجلت من استخدام العملاء لخدماتها، كما أنها عززت من مفهوم الاعتماد على المحافظ الإلكترونية، خاصة اتصالات كاش، ونجحت من خلالها في معاونة الدولة وتنفيذ خطتها لصرف منحة الرئيس السيسي للعمالة غير المنتظمة، “بحسب حجازي”.

كما أطلقت الشركة “اتصالات TV” بالتعاون مع شركة رؤية الإمارات E-Vision، والذي يوفر مشاهدة الأفلام العربية والإنجليزية، كما يُتيح الترجمة العربية للأعمال الأجنبية. فضلاً عن توفير مجموعة متنوعة من البرامج والمسلسلات التلفزيونية والأعمال الرمضانية.

وأتاحت المصرية للاتصالات الدفع عبر موقعها الإلكتروني أو تطبيق MY WE للتسهيل على عملائها في ظل هذه الظروف الاستثنائية هذا إلى جانب خدمة المحفظة المالية WE Pay للمعاملات الالكترونية واتاحة انشائها من المنزل دون الحاجة للتوجه إلى أي فرع للشركة.

وفيما يخص خدمات اورنج شهدت خدمات تحويل الأموال عبر المحمول عبر “اورنج كاش” نموا كبير وفقا لمسئول الشركة، بجانب تعاونها مع شركات بحجم إي فينانس وفوري لتقديم الخدمات الحكومية وتسهيل الدفع للعملاء من خلال محافظ اورنج حيث يستطيع العميل السحب من أكثر 100 ألف نقطة أو 800 فرع، وللتسهيل على قطاع الشركات، تقدم اورنج خدمة VPN، وخدمات (QR Code) الذي يعمل على تقليل الوقت المهدر في نقل الأموال وبشكل آمن الكترونيا تماشيًا مع توجه وزارة الصحة لكون النقود قد تساهم في نقل الفيروسات.

وقامت “فودافون مصر” بتطوير محفظتها الإلكترونية “فودافون كاش” من أجل دعم التحول الرقمي لمزيد من الخدمات الحكومية حيث تمكن المحفظة المواطنين من البقاء في المنزل وتقليل التعامل النقدي من خلال دفع الفواتير وتداول الأموال بشكل الكتروني وآمن، وقامت فودافون بتقديم الخدمة بالتعاون مع كلاً من ماستركارد وأمان حيث تُمكن هذه الشراكة “فودافون” من توفير خدمتها عن طريق أكثر من 25 ألف منفذ وأكثر من 140 فرع متخصص على مستوى الجمهورية تقدم خدمات إلكترونية متعددة للدفع والتحصيل.

كما دعمت منظومتها الخدمية بتطبيق “أنا فودافون” والذي طورته ليستوعب مزيد من الخدمات التي تغني المستخدمين عن الذهاب إلى المتاجر.

مستقبل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مابعد جائحة كورونا، وفقا لقيادات الشركات يبدو مختلفا تماما.. حيث أتاحت هذه الأزمة الفرصة للعديد من المؤسسات والشركات لاختبار منظومة العمل من المنزل عن قرب والحكم على كفاءتها بشكل عملي، وهنا يبرز دور التكنولوجيا من جديد، والتي منحت العديد من الشركات، القدرة على إدارة منظومة العمل من المنزل لتقليل حجم العمالة داخل المكاتب حتى تجاوز هذه الأزمة، فكان الاعتماد على الخيارات الرقمية كاجتماعات الفيديو Video Conference  لتنفيذ الاجتماعات وورش العمل عن بعد، وكذلك الاعتماد على البريد الإلكتروني في تنفيذ الاعمال.

الأزمة أعطت الجميع الفرصة لتجربة الحلول التكنولوجية ودورها الحقيقي في تيسير أمور حياتنا وتغييرها للأفضل، ومنها منظومة العمل عن بعد، وبالتالي فإن ما ستحققه الشركات والمؤسسات في مصر والعالم من نجاح في هذا الصدد سيكون هو الفيصل في تغيير ثقافة العمل، خاصة وأن البنية التحتية القوية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أظهرت لأصحاب الاعمال والموظفين على حد سواء قدرة الحلول التكنولوجية على تقديم بدائل جيدة للعمل التقليدي.

اقرأ أيضًا: كيف يتعامل جهاز تنظيم الاتصالات مع شركات المحمول المخالفة؟