Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

شركات الاتصالات تعيد تشكيل الـ«DNA» لهويتها بحثا عن صدارة الحقبة الرقمية الجديدة

تتحول شركات الاتصالات العالمية حاليا نحو تقديم الخدمات التكنولوجية بشكل غير مسبوق، وهي خطوات تكشف عن ملامح التحول التي طالت أنظمة العمل داخل هذه الشركات وفقا للتغيرات الحادثة في أسواق الاتصالات، حيث لم تعد الخدمات الصوتية ولا حتى خدمات البيانات كافية على مستوى “كبرياء” هذه الشركات المليارية الباحثة عن التفوق في عالم متصل بامتياز ويوفر مزيدا من الفرص الاستثمارية التي أنشأت نسيجا هائلا من شركات التكنولوجيا التي تتضخم وأمامها مساحات كبيرة من النمو، لم تعد ترصدها فقط شركات الاتصالات وإنما ترغب في أن تكون لاعبا رئيسيا بها.

فالتحول الحادث في التكنولوجيا حاليا وتداخلاتها في قطاعات عديدة مَنحَ جرس إنذار لشركات الاتصالات لعدم تكرار أخطاء الماضي، والدخول في استثمارات متنوعة توفر لمحافظها الاستثمارية مرونة وسط التغيرات الاقتصادية الطارئة التي فرضتها جائحة كورونا، حيث تساعد أحدث اتجاهات التكنولوجيا في مجال الاتصالات المشغلين على توفير مرافق اتصالات محسّنة ومتنوعة للمستخدمين مع ضمان زيادة الإيرادات.

وأدرك بقوة مقدمو خدمات الاتصالات أن الاضطراب الاقتصادي الذي يحدث في جميع أنحاء العالم حاليا قد استلزم الابتكار في قطاعهم وتبني اتجاهات التكنولوجيا الحديثة إذا كانوا يرغبون في البقاء بالمقدمة والسباق مع المنافسين من شركات التكنولوجيا الكبرى وأيضا الناشئة.

فلقد ولّت منذ زمن طويل الأيام التي استخدم فيها الأشخاص الخطوط الأرضية فقط لإجراء مكالمات هاتفية ورسائل SMS لإرسال رسالة نصية اليوم، فالعالم يتجه إلى العالم الرقمي بمساعدة الأجهزة الذكية والإنترنت عالي السرعة، وفي حين أن الرقمنة فتحت بعض التحديات لشركات الاتصالات، فقد أتاحت أيضًا موجة جديدة من الفرص، ولاغتنام هذه الفرص يجب تحديد أكثر الاتجاهات التكنولوجية الواعدة في مجال الاتصالات والاستفادة منها.

وهذه الاستراتيجيات تتصدر قوائم شركات الاتصالات في مصر، ليس فقط لقوة هذه الشركات المالية والفنية وإنما لقوة السوق المصري أيضا، حيث تشير أحدث تقارير مؤشرات قطاع الاتصالات الصادرة عن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال شهر أغسطس أن عدد مشتركي الهاتف المحمول والثابت وصل إلى 112.28 مليون مشترك.

التاريخ يوجه للمستقبل

إذا تتبعنا التاريخ، فمن الواضح أن صناعة الاتصالات تسعى دائمًا إلى التغيير والابتكار لتعيش وتنمو بدءا من الحقبة الأولى لصناعة الاتصالات السلكية واللاسلكية واختراع التليفون فظهور الهواتف المحمولة عام 1973، ثما اختراع أول شبكة للهواتف المحمولة عام 1983 فوصول الإنترنت.

ومنذ ذلك الحين، شوهدت تطورات سريعة في هذا المجال مع بداية الأجهزة الذكية، وانتظار الناس جوعًا لاستهلاك كميات هائلة من البيانات، وتوقعاتهم دائما لنطاقات ترددية أكبر وخدمة متسقة وزمن وصول أقل.

ومن ثم، فإن الوضع الحالي لمشغلي الاتصالات يتمثل في تقديم خدمات تزيد من مستويات رضا العملاء، مما يجعلها تبرز من بين أمور أخرى تتعلق باتجاهات التكنولوجيا الناشئة في مجال الاتصالات والتي أصبحت مهمة الآن لمساعدة شركات الاتصالات على زيادة تدفقات الإيرادات والمنافسة والازدهار في هذا العصر.

حاتم دويدار
حاتم دويدار

الشركات تعيد ابتكار نفسها

حاتم دويدار الرئيس التنفيذي لشركة اتصالات الإماراتية، أشار في حوار بمحطة “سي إن إن” منذ أيام، إلى هذه التوجهات التي تقود شركات الاتصالات عالميا، والتي تتداخل فيها منظومات تحليلات البيانات الضخمة وإنشاء البنية التحتية والنقل الذكي والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، مشيرًا إلى أن شركة اتصالات كنموذج منشغلة في إعادة ابتكار نفسها للمنافسة في عصر التحول الرقمي المحدد بالبرمجيات، مع تجديد عملياتها للاستفادة من التكنولوجيات وأيضا تقديمها لعملائها بشكل يستفيد من الإمكانيات الكبيرة التي يوفرها الجيل الخامس.

وأشار إلى أن مجموعة اتصالات مثل غيرها من شركات الاتصالات العالمية الرائدة، التي تركز جهودها للتحول من كونها “مجرد شركة اتصالات”، لأن تصبح مزودا تقنيا من خلال التحول الرقمي لعملياتها وتكامل شبكاتها وأيضا نقل تقنية المعلومات الأساسية الخاصة بها إلى البيئات السحابية، ومشاركة تجربة العملاء، وعمليات تطوير الخدمات.

ولفت دويدار إلى أن شركته بدأت رحلتها إلى الرقمية منذ بضع سنوات وتواصل تنفيذ تحول نموذج التشغيل على مستوى الشركة، لتعزيز قوتها في كافة الأسواق العاملة بها في وقت تبحث فيه عن تقديم المنتجات الرقمية الاستهلاكية والمنتجات الرقمية للمؤسسات وتقديم حلول في كافة المجالات.

عمرو الألفي
عمرو الألفي

عمرو الألفي رئيس قطاع البحوث في برايم للأوراق المالية، يؤكد أن تكنولوجيا المعلومات أصبحت جزءًا أكثر حيوية في صناعة الاتصالات، وأصبحت محركًا للقيمة حتى مع ارتفاع التكاليف، والتحدي الذي يواجه الاتصالات حاليًا هو الموازنة بين الحاجة المتزايدة لتكنولوجيا المعلومات المتطورة والحاجة إلى إبقاء تكاليف تكنولوجيا المعلومات في حدود المعقول.

وأشار الألفي إلى أن العديد من الدول تشهد تشبعًا في سوق خدمات الاتصالات الصوتية، نتيجة التسعير التنافسي وركود الطلب إلى انخفاض متوسط ​​إيرادات لمشغلي الهاتف المحمول لكل مستخدم، وأدت زيادة عائدات البيانات من النطاق العريض إلى تقليل ما يسمى بانزلاق عائدات الشركات، كما أدى تحرير الخدمات وتفكيكها والتقنيات الجديدة (مثل بروتوكول نقل الصوت عبر الإنترنت، أو VoIP) والمنافسة من شبكة الكابلات ومشغلي الهاتف المحمول إلى انخفاض عائدات مشغلي الخطوط الثابتة أيضًا.

قطاعات تكنولوجية واعدة

ولفت الألفي إلى أنه بالنظر للسوق المحلي نجد أن المشغلين الرئيسين للاتصالات في السوق بدأو عملية التحول إلى شركات تقنية تقدم العديد من الخدمات، كما يمكن تصنيفهم نوعيا بشكل أو بآخر من حيث التركيز على قطاعات تكنولوجية واعدة، وتشمل حاليا المدن الذكية ورقمنة الصحة والتعليم إلى جانب النمو المطرد وتوغل شركات الاتصالات في قطاع التكنولوجيا المالية  وتوسع دائرة الشراكات مع البنوك وإنشاء المحافظ الإلكترونية وغيرها من المجالات المتعلقة بالخدمات المالية الرقمية، وهو ما سيعزز المحافظ الاستثمارية لشركات الاتصالات وأيضا زيادة إيراداتها.

وأشار الألفي، إلى الأمواج الجديدة من متحورات كورونا والتي لم تؤثر على مصر حتى الآن، ستساهم أيضا في تعزيز الطلب على الخدمات الرقمية في ظل حالة من الترقب ستسيطر على قطاع الأعمال قبل الأفراد، مؤكدا على أن أنشطة الاستثمار للشركات سنجد فيها مزيدا من التغير خلال الفترة المقبلة سواء في نوعية الاستثمار أو وجهته بما يتناسب مع التحولات الجديدة التي تشهدها مصر.

شركات الاتصالات

ويخضع بالفعل تحديد أعمال شركات الاتصالات في مصر للرؤساء التنفيذين الذين يقودون حاليا، ويخاطرون بمزايا قصيرة الأجل للاستفادة من النمو غير المستغل من خلال نهج شامل للتحول واستغلال حالة الفوران التي يشهدها الطلب على خدمات الاتصالات والتكنولوجيا نتيجة جائحة كورونا، وهي رهانات ناجحة بالتأكيد إذا ماتم قراءة السياسات الاستراتيجية لهذه الشركات وهو مايحتاج إلى منظور متخصص لكل شركة على حدة.

السوق المصري يستوعب 4 شركات من كبار المشغلين في المنطقة، إحداهم محلية و3 شركات عالمية ينتمون لمجموعات أم مختلفين من حيث الجنسية، لكن أفكار التنافس تقريبا واحدة مع اختلافات الأوليات، حيث يخططون لعملية التحول من خلال وضع الشبكات وتحسينها كأساس تمكيني لعروض الأعمال الرقمية، والرهان أيضا على أتمتة الشبكات وتصنيعها في شكل منصات قابلة للتطوير لجذب شركاء تكنولوجيا المعلومات والمطورين لتحسين تجارب العملاء سواءا كانو أفراد أو مؤسسات وتقديم خدمات متكاملة ممزوجة بالحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء والشبكات، وهو ما يوفر للشركات فرصة كبيرة للنمو مع التوسع الحكومي في عملية التحول الرقمي الشامل.

المصرية للاتصالات

المصرية للاتصالات تشكل “رأس حربة” لعملية التحول الرقمي في الدولة المصرية لحسابات معقدة يمكن ألا تكون الأرباح جزءا منها في عدد من المشروعات وتنتمي لدور الاستدامة والمسؤولية المجتمعية، إلا أنها وفقا لنتائج أعمالها تحقق مليارات الجنيهات أرباحا سنوية نتيجة تنوع محفظتها الاستثمارية وتداخلاتها في صناعة الاتصالات وأيضا التكنولوجيا خلال السنوات الماضية.

ومن أبرز مؤشرات نتائج أعمال التسعة أشهر من 2021: بلغ إجمالي الإيرادات المجمعة 26.4 مليار جنيه بنسبة نمو قدرها 18% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق مدعوما بالزيادة في إيرادات خدمات البيانات والتي مثلت نسبة 66% من إجمالي النمو في الإيرادات، وبلغ صافي الربح بعد الضرائب 6.1 مليار جنيه محققا نسبة زيادة قدرها 73% مقارنة بنفس الفترة من العام.

وبتحييد أثر العناصر غير التشغيلية يصل صافي الربح إلى 5.7 مليار جنيه بنسبة نمو قدرها 58٪.

عادل حامد
عادل حامد

واعتمد مجلس إدارة الشركة المصرية للاتصالات موازنة عام 2022 متضمنة العديد من المؤشرات والأهداف التي أكد المهندس عادل حامد الرئيس التنفيذي للشركة المصرية للاتصالات، بأنها تعكس توقعات الشركة نحو استمرار الأداء المالي والتشغيلي المتميز، لافتا إلى أنه من المتوقع أن يدفع نمو خدمات البيانات والذي استمر خلال عام 2021 في أعقاب جائحة كورونا في زيادة إيرادات الشركة خلال العام الجاري.

وأشار إلى أن هذا النمو سيفتح آفاق جديدة نحو الاستفادة من فرص النمو المختلفة بسوق الاتصالات اعتمادا على خدمات البنية التحتية المتطورة للشركة وشبكتها الدولية وجهود ترشيد النفقات المستمرة والتي ستؤدي إلى تحقيق هوامش ربحية أعلى، منوها إلى استثمارات الشركة تتنوع لتشمل زيادة في استثمارات شبكة المحمول ومراكز البيانات والكابلات البحرية وكابلات الألياف الضوئية، وتطوير الأنظمة الداخلية لتقديم خدمات مميزة وجديدة بجانب تعزيز خبرة العملاء.

ولفت حامد إلى أن الشركة تتجه نحو تحقيق أهدافها الاستراتيجية في أن تصبح مزودًا رائدًا لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات مع تحويل مصر إلى مركز رقمي استنادا إلى تميز أدائها التشغيلي في ظل وجود رأس المال البشري والتطوير المستمر لإمكانيات البنية التحتية لدي الشركة، وستواصل المصرية للاتصالات استقدام أحدث التقنيات لاستيعاب الطلب العالمي المتزايد على خدمات البيانات”.

حازم متولي
حازم متولي

اتصالات مصر

يقول المهندس حازم متولي الرئيس التنفيذي لشركة اتصالات مصر إن قطاع الاتصالات المصري سيشهد خلال العام الجاري ديناميكية وسرعة في الحركة في ظل النمو المتزايد في الطلب على خدمات نقل البيانات وسيشهد أيضا ظهور منتجات وتطبيقات جديدة تسهل حياة المواطنين، منوها إلى أن استراتيجية الشركة تركز على دعم الاستثمار في التقنيات المستقبلية؛ مثل إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، وخدمات المدن الذكية؛ بالإضافة إلى توسيع حجم أعمالها بالسوق المصرية لدعم وتطوير البنية التحتية وتحسين جودة الشبكة والخدمات الرقمية الخاصة بها.

وبين أن شركته ستضخ نحو 5.5 مليار جنيه اسثمارات جديدة خلال عام 2022، وذلك في إطار التزام الشركة بدعم خطة الدولة للتحول الرقمي، حيث أن التحول الرقمي مبني تماماً على خدمات نقل البيانات التي تخصص لها اتصالات مصر نسبة كبيرة من استثماراتها الجديدة، وتعمل خلال العام المقبل على تحسين وتطوير خدماتها ودعم الاستثمار في قطاع نقل البيانات والتقنيات المستقبلية مثل إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي.

وركز متولي على أن تعميم فكرة الشمول المالي في مصر تمثل نقطة رئيسية في أعمال شركات الاتصالات في المستقبل حيث تسير بخطوات سريعة ومتنامية نتيجة لتضافر جهود الدولة والقطاع الخاص سواء المصرفي أو قطاع الاتصالات لتحقيق وتقديم أفضل الخدمات الرقمية التي تشجع المواطنين على الدخول تحت مظلة الشمول المالي، والدليل على ذلك أن المحافظ الإلكترونية سواء في شركات المحمول أو لدى البنوك قد لاقت قبولاً ورواجًا كبيراً جدًا وأعداد المستخدمين للمحافظ المالية الإلكترونية في تزايد مستمر وهو ما جعل مقدمو الخدمة في حالة تنافسية شديدة.

محمد عبد الله
محمد عبد الله

فودافون مصر

على الجانب الأخر شهدت فودافون مصر تغيرا كبيرا بعد بيع حصتها البالغة 55٪ فى فودافون مصر إلى فوداكوم خلال العام الجاري، وهي شركة تابعة لها في جنوب إفريقيا، ومن المتوقع أن هذه الخطوة ستعزز نمط استثمارها في السوق المصرية وطريقة تعاملها مع التغيرات التي يشهدها السوق المصرية في مجال التحول الرقمي.

وقال محمد عبدالله الرئيس التنفيذي لشركة فودافون مصر، إن خطة الشركة تستهدف التوسع في الخدمات المالية التي تسهم في تحقيق الشمول المالي، وأيضا التوسع في الحلول التكنولوجية، وإنترنت الأشياء، فضلا عن المشاركة في المشروعات القومية المختلفة، منوها إلى استراتيجية الشركة في مجال التوسع في الخدمات الرقمية ترتكز على ضخ استثمارات جديدة لتجهيز البنية التحتية لاستقبال الترددات الجديدة المزمع الحصول عليها خلال أيام.

التحول الرقمى هو المحور الدائم لاستراتيجية فودافون للعمل فى السوق المصرى بحسب محمد عبدالله، ولذلك تستمر فى تقديم أحدث الخدمات التكنولوجية والحلول الرقمية من أجل مستقبل رقمى مستدام، وتحسين وتطوير الخدمات المقدمة للعملاء، خاصة الخدمات الرقمية التى تسهل حياة المواطن وتساعده فى مهامه اليومية.

ونوه عبد الله، إلى أن الشركة تركز على إبرام الشراكات مع الحكومة المصرية والشركات والمؤسسات من القطاعين العام والخاص وذلك لدعم عملية التحول الرقمى والشمول المالى، وذلك عن طريق تقديم حلول تكنولوجية لدعم المشاريع القومية الكبرى، لافتا النظر إلى خدمة تحويل الأموال عبر المحمول والمحافظ الإلكترونية عبر «فودافون كاش» والتي تعد أحد أهم المحاور التكنولوجية التي تركز عليها الشركة ، حيث وصل عدد مستخدمى فودافون كاش إلى نحو 11 ملايين مستخدم فى مصر.

اورنج مصر

يأتي ذلك في الوقت الذي تستهدف “اورنج مصر” تنويع محفظتها الاستثمارية في قطاع الاتصالات لتقديم حزمة خدمات متكاملة وفقا لتصريحات قيادات الشركة، عبر ضخ استثمارات معززة تستهدف التنوع في الخدمات المقدمة لقطاعي الأفراد والمؤسسات، عبر تحديث الشبكات والتنوع في باقات العروض لتتناسب مع العملاء، وأيضاً التوسع في خدمات الشمول المالي والتكنولوجيا المالية والمدن الذكية وخدمات الحوسبة السحابية ومراكز الداتا سنتر وحلول الأمن السيبراني.

هشام مهران
هشام مهران

ووفقا لهشام مهران نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال بشركة أورنج، فإن الشركة تتبنى خطة طموح ترتكز على المساهمة في المشروعات القومية العملاقة وعلى رأسها العاصمة الإدارية الجديدة وتوسيع حجم أعمالها في السوق المحلية عبر طرح حلول مبتكرة وخدمات قيمة مضافة وتعزيز كفاءة الشبكة بما يتناسب مع رؤية مصر 2030، بالإضافة إلى المضي قدما في تنفيذ مبادرات المسئولية المجتمعية ورفع كفاءة الكوادر الشابة الرقمية.

وأشار، إلى أن الشركة تركز على عدد من القطاعات في مقدمتها القطاع العقاري الذي يشهد نمواً ملحوظاً نتيجة التركيز الكبير عليه من قبل الدولة وشركات التطوير العقاري الكبرى، لذلك حققت الشركة نجاحات كبيرة في قطاع حلول المدن الذكية والمجتمعات العمرانية المغلقة، وتستحوذ على حصة سوقية تقارب 85% في خدمات Triple Play التي تقدم في مختلف المجتمعات السكنية.

تابع هشام مهران “نضع قطاعات التعليم والصحة والنقل الذكي والطاقة المتجددة والشمول المالي والتحول الرقمي في مقدمة أولويات قطاع الأعمال بتقديم حلول ومنتجات مبتكرة تساهم في تطوير المنظومة في إطار توجهات الدولة المصرية.

البيانات الضحمة

وفي عودة للسوق العالمية، تجد شركات الاتصالات نفسها على مفترق طرق لتحقيق مكاسب إضافية أو اتخاذ خيار جريء لإعادة اختراع صيغة خلق القيمة الخاصة بها، واغتنام الفرصة لإنشاء خيار جديد دائم لدورهم في عالم أعيد تشكيله من خلال جائحة وضعتهم في منطقة التكنولوجيا أكثر منها الاتصالات.

وتكافح شركات الاتصالات لتحسين أرباحها النهائية وتعزيز مستويات رضا العملاء كما لم يحدث من قبل مع التوسع في تقديم الخدمات التكنولوجية والتحول لمزودين تقنيين، وهو ما أشار إليه المحللون بضرورة أن تتبنى الشركات أنماط مختلفة من طرق التشغيل تعتمد على البيانات الضخمة، حيث يمكن لشركات الاتصالات جمع سجلات مكالمات خدمة العملاء، ومحادثات وسائل التواصل الاجتماعي، وحركة مرور الشبكة، لفهم مشاعر العملاء ونياتهم خاصة مع تداخلها في تقديم خدمات تكنولوجية متعددة في مجالات متنوعة.

ووفقا لمحللين يمكن بعد ذلك استخدام الذكاء المكتسب من خلال تحليل البيانات الضخمة لاتخاذ إجراءات استجابة في أسرع وقت ممكن، ويمكن أن يساعد جمع معلومات الوسائط الاجتماعية الشركات على فهم ما إذا كان العملاء راضين عن خدمتهم، كما سيساعد الشركات على اتخاذ قرارات مستنيرة واستراتيجية لتغيير خدماتها، كما يمكن للشركات التواصل مع العملاء وتقديم الخدمات لهم وفقًا لتفضيلاتهم بمساعدة تحليلات البيانات الضخم ، ويمكن لأقسام التسويق تغيير حملاتهم، وبالتالي تحسين خدمة العملاء مع تحقيق المزيد من الأرباح أيضًا.

كما ستسمح أيضا أتمتة العمليات الروبوتية لشركات الاتصالات بتقليل تكاليف التشغيل وتحقيق الكفاءة والدقة في عملياتها وتعزيز تجربة العملاء بشكل عام مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ووصلت الروبوتات البرمجية الآن إلى مستوى من التطور حيث يمكنها استشعار وتحليل وفهم أي ظرف معين.

البلوك تشين

ويمكن لشركات الاتصالات الاستفادة أيضا من البلوك تشين لإدارة الهوية، ويمكن تسجيل جميع معلومات العميل على شبكة البلوك تشين، نظرًا لأن البيانات المخزنة عليها مقفلة عن طريق التشفير، فستكون آمنة ومأمونة ضد الأنشطة الاحتيالية، ومع استمرار شركات الاتصالات في كفاحها مع عمليات الاحتيال والمتسللين، يمكن أن تصبح “البلوك تشين” حلاً فعالاً ضد هذه المشكلات خاصة مع توسعها في تقديم الخدمات الرقمية.

وستعمل اتجاهات التكنولوجيا المبتكرة في مجال الاتصالات بلا شك، على تغيير نماذج الأعمال الحالية، وخلق مصادر جديدة للإيرادات، وكذلك تعزيز مستويات رضا العملاء. لذلك يجب على شركات الاتصالات إبقاء أصابعها على النبض، ومتابعة أحدث الاتجاهات التقنية، والعمل عليها للبقاء في صدارة المنافسة.