في مثل هذا اليوم، 25 ديسمبر من عام 1944، وُلد ريتشارد جرينبلات، أحد أبرز العقول التي غيّرت مسار البرمجة الحديثة، وهو مبرمج أمريكي أسهم في تأسيس ثقافة “المخترقين” في MIT، وابتكر أنظمة وبرامج أصبحت حجر أساس في تطور الذكاء الاصطناعي ولغات البرمجة.
وُلد ريتشارد جرينبلات في مدينة بورتلاند بولاية أوريجون، قبل أن ينتقل لاحقًا إلى فيلادلفيا حيث بدأت ملامح شغفه بالتقنية تتشكل مبكرًا، وقد قاده هذا الشغف لاحقًا إلى معهد MIT، حيث وجد بيئته الطبيعية بين المبرمجين والمهندسين الطموحين.
ويُعد جرينبلات أحد المؤسسين الفعليين لـ “مجتمع المخترقين” (Hacker Community) في MIT، وهو مجتمع لم يكن مرتبطًا بالاختراق التخريبي، بل بروح الفضول، والابتكار، وكسر الحدود التقنية التقليدية، وهي الروح التي كانت بمثابة الشرارة التي دفعت نحو تطوير أنظمة تشغيل وأدوات برمجية أصبحت مرجعًا للأجيال اللاحقة.
ومن أبرز إنجازات جرينبلات تطوير “ماك هاك” (Mac Hack)، أول برنامج شطرنج قادر على هزيمة لاعبين بشريين في مسابقات رسمية، إضافة إلى إسهاماته في تطوير لغة Lisp وأنظمة Incompatible Timesharing System، التي لعبت دورًا محوريًا في تطور الذكاء الاصطناعي المبكر.
وفي مثل هذا اليوم من عام 1945، وُلد هيكتور دي خيسوس رويز، أحد أبرز القادة في صناعة أشباه الموصلات، والذي لعب دورًا محوريًا في قيادة شركة “إيه إم دي” (AMD) خلال مرحلة تنافسية حاسمة، قبل أن يتولى رئاسة شركة حلول تقنية النانو المتقدمة (Advanced Nanotechnology Solutions Inc.).
وُلد رويز في مدينة بيدراس نيجراس المكسيكية، قبل أن يشق طريقه العلمي والمهني في الولايات المتحدة، حيث درس الهندسة الكهربائية وتدرّج في مناصب قيادية داخل شركات تقنية كبرى مثل موتورولا وتكساس إنسترومنتس، وصولًا إلى قيادة AMD.
نشأ رويز في بيئة بسيطة، لكنه أظهر شغفًا مبكرًا بالعلوم، ما دفعه إلى متابعة دراسته في الولايات المتحدة، حيث حصل على درجات البكالوريوس والماجستير من جامعة تكساس، ثم الدكتوراه من جامعة رايس، وكانت هذه الخلفية الأكاديمية القوية الأساس الذي بنى عليه مسيرته المهنية اللامعة.
عندما تولّى رويز منصب الرئيس التنفيذي لشركة AMD، كانت الشركة في مواجهة مباشرة مع منافستها الأكبر “إنتل” (Intel)، وقاد رويز واحدة من أكثر المعارك التنافسية جرأة في تاريخ التقنية، إذ اتخذ قرارًا استراتيجيًا برفع دعوى احتكار ضد إنتل عام 2005، وهو القرار الذي وثّقه لاحقًا في كتابه Slingshot.
وتحت قيادته، حققت AMD قفزات مهمة في سوق المعالجات، ووسّعت حضورها العالمي، وبعد مغادرته للشركة، انتقل رويز إلى رئاسة شركة حلول تقنية النانو المتقدمة، حيث واصل دوره في دفع حدود الابتكار في مجال تقنيات النانو المتقدمة، ما يعكس رؤيته المستقبلية وقدرته على قيادة التحولات التقنية الكبرى.
وفي مثل هذا اليوم من عام 1990، شهد العالم لحظة مفصلية في تاريخ التكنولوجيا عندما نجح تيم بيرنرز‑لي في تشغيل أول خادم ويب على العنوان (info.cern.ch)، إيذانًا بميلاد الويب كما نعرفه اليوم.
ففي أواخر عام 1990، كان بيرنرز‑لي يعمل في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية “سيرن” (CERN) على مشروع يهدف إلى تسهيل مشاركة المعلومات بين الباحثين، وبحلول عيد الميلاد، أصبح أول خادم ويب يعمل رسميًا، مستضيفًا أول صفحة ويب في التاريخ، والتي شرحت فكرة المشروع وكيفية استخدامه.
شكّل هذا الحدث الأساس الذي بُني عليه كل ما نعرفه اليوم من مواقع وخدمات رقمية، ورغم بساطة أول صفحة ويب، لكنها حملت بذور شبكة عالمية مفتوحة للجميع، وأعقبها تطوير HTML وHTTP، اللتان ما زالتا تشكلان العمود الفقري للويب الحديث، وفتحت الباب أمام الإنترنت كمنصة اجتماعية واقتصادية وثقافية.
من دون هذا الخادم الأول، لم تكن لتوجد التجارة الإلكترونية، ولا شبكات التواصل الاجتماعي، ولا المحتوى الرقمي بالشكل الذي نعرفه، وقد وضع بيرنرز‑لي حجر الأساس لعصر المعلومات، وجعل العالم أكثر اتصالًا وانفتاحًا.
