في مثل هذا اليوم، 21 أغسطس من عام 1973، وُلد أحد أبرز العقول التي غيّرت وجه العالم الرقمي: سيرجي برين. بعد مرور 52 عامًا، لا يزال اسمه مرادفًا للابتكار والبحث والثورة التكنولوجية التي أعادت تشكيل علاقتنا بالمعلومة.
وُلد سيرجي برين في موسكو لعائلة يهودية روسية، وسط بيئة علمية؛ فوالده كان أستاذ رياضيات ووالدته باحثة في وكالة ناسا. في سن السادسة، هاجرت العائلة إلى الولايات المتحدة هربًا من القيود السياسية والتمييز، وهناك بدأت رحلة برين نحو القمة.
درس الرياضيات وعلوم الحاسوب في جامعة ماريلاند، ثم التحق بجامعة ستانفورد لنيل درجة الدكتوراه، وهناك، التقى بـ “لاري بيج”، وبدأ الاثنان مشروعًا بحثيًا بسيطًا لتحسين نتائج البحث على الإنترنت. هذا المشروع تحوّل لاحقًا إلى محرك البحث “جوجل” (Google)، الذي أطلق رسميًا عام 1998 من مرآب صغير في كاليفورنيا.
لم يكن جوجل مجرد محرك بحث؛ بل كان رؤية ثورية لتنظيم معلومات العالم وجعلها متاحة ومفيدة للجميع. بفضل خوارزمية “PageRank”، استطاع برين وبيج تقديم نتائج بحث أكثر دقة وفعالية، مما جعل جوجل يتفوق بسرعة على منافسيه.
مع توسع الشركة، أصبح برين رئيسًا للتكنولوجيا، ثم انتقل لاحقًا لإدارة المشاريع الخاصة داخل جوجل، مثل “جوجل جلاس” (Google Glass)، وفي عام 2015، أعاد هيكلة الشركة تحت مظل “ألفابت” (Alphabet)، حيث تولّى رئاسة الشركة الأم حتى عام 2019.
بحلول عام 2022، قُدّرت ثروة سيرجي برين بأكثر من 115 مليار دولار، مما جعله من أغنى الشخصيات في العالم، لكن تأثيره الحقيقي لا يُقاس بالأرقام، بل بالتحول العميق الذي أحدثه في طريقة تفاعلنا مع المعرفة والبحث والتقنية.
وفي مثل هذا اليوم من عام 2017، أطلقت جوجل رسميًا الإصدار الثامن من نظام التشغيل أندرويد تحت اسم “أوريو” (Oreo)، في إشارة لواحدة من أشهر أنواع البسكويت، وكأنها تقول: هذا التحديث… لذيذ تقنيًا!
جاء أندرويد أوريو ليحل مشكلات طالما أزعجت المستخدمين. أبرزها إقلاع الجهاز أسرع بمرتين على هواتف Pixel مقارنة بالإصدارات السابقة، تقليل نشاط التطبيقات في الخلفية، مما ساهم في تحسين عمر البطارية بشكل ملحوظ.
أضاف النظام ميزات ذكية جعلت تجربة الاستخدام أكثر سلاسة، مثل الإدخال التلقائي (Autofill)، التي تحفظ بيانات تسجيل الدخول لتطبيقاتك المفضلة، مع الحفاظ على الخصوصية، وصورة داخل صورة (PiP)، حيث يمكنك مشاهدة فيديو أثناء استخدام تطبيق آخر، وكأنك تعيش في نافذتين في آن واحد، وكذلك نقاط الإشعارات (Notification Dots)، حيث تظهر الإشعارات مباشرة على أيقونات التطبيقات، لتبقى على اطلاع دون الحاجة لفتح التطبيق.
حتى الرموز التعبيرية في أندرويد أوريو لم تسلم من التحديث، حيث قدم تصميم جديد وأكثر جاذبية للإيموجي، وضمت أكثر من 60 رمزًا جديدًا إلى الحزمة.
مع تزايد التهديدات الرقمية، عزز أوريو الحماية عبر Google Play Protect، وضوابط تحميل التطبيقات من مصادر موثوقة، وإعدادات مركزية للأمان والخصوصية.