في مثل هذا اليوم، 22 أكتوبر من عام 1938، وفي شقة متواضعة بمدينة نيويورك، ولدت فكرة غيرت كثيرا من أسلوب عملنا وحياتنا.
كان تشيستر كارلسون، مخترع شغوف، نجح هو ومساعده أوتو كورني في تحقيق حلم طال انتظاره: نسخ ورقة بخطوة واحدة بسيطة. تلك الكلمات البسيطة (10.-22.-38 ASTORIA)، والتي كتبها كارلسون على ورقة، كانت أكثر من مجرد حروف، كانت بداية ثورة في التواصل.
ورغم الشكوك التي راودت كورني حول نجاح هذا الاختراع، إلا أن هذه اللحظة التاريخية شكلت نقطة تحول في تاريخ التكنولوجيا، مهدت الطريق لظهور آلة النسخ التي لا غنى عنها في حياتنا اليومية.
كانت تلك الجملة البسيطة ثمرة سنوات من البحث والتجارب، وكانت شاهدا على ولادة فكرة عبقرية، لكن وراء هذا الإنجاز، تكمن قصة إنسانية مثيرة للاهتمام. فبينما كان كارلسون يرى في اختراعه مستقبلا واعدا، كان مساعده كورني أكثر تشكيكا، ورغم أن كورني تخلى عن حلمه بالمشاركة في هذا الإنجاز، إلا أن كارلسون لم ينس فضله، مكافئا إياه بطريقة غير متوقعة.
أصبحت تلك الكلمات البسيطة التي كتبها كارلسون على ورقة نواة لشركة عملاقة مثل زيروكس، والتي غيرت وجه العالم الرقمي، وقد أهدى كارلسون 100 سهم من شركة زيروكس إلى كورني لاحقا، والتي بلغت قيمتها في النهاية مليون دولار.
