في مثل هذا اليوم، 29 أغسطس من عام 1831، أضاء العالم الإنجليزي العبقري مايكل فاراداي شمعة المعرفة بواحد من أهم الاكتشافات في تاريخ الفيزياء، وهو الحث الكهرومغناطيسي، الاكتشاف الرائد الذي يكشف عن العلاقة الوثيقة بين الكهرباء والمغناطيسية، وشكل نقطة تحول في فهمنا للكون المحيط بنا.
أدرك فاراداي، من خلال تجاربه البسيطة والأنيقة، أن تغير المجال المغناطيسي حول موصل يؤدي إلى توليد تيار كهربائي فيه، وسرعان ما تحول هذا المبدأ البسيط، الذي قد يبدو نظريًا في البداية، إلى حجر الأساس للثورة الصناعية الثانية.
بفضل هذا الاكتشاف، أصبح لدينا محركات كهربائية تدير المصانع والسيارات، ومولدات كهربائية تنتج الطاقة التي تضيء مدننا وتشغل أجهزتنا الإلكترونية، والمبدأ الذي يقف وراء تقنيات الشحن اللاسلكية للهواتف الذكية.
ولكن أهمية اكتشاف فاراداي تتجاوز بكثير تطبيقاته العملية، فقد فتح هذا الاكتشاف آفاقًا جديدة للبحث العلمي، وشجع العلماء على استكشاف العلاقة بين الظواهر الطبيعية المختلفة، كما ألهم أجيالًا من المهندسين والعلماء على تطوير تقنيات جديدة غيرت وجه العالم.
واليوم، وبعد مرور ما يقرب من قرنين على هذا الاكتشاف العظيم، لا يزال تأثيره واضحًا في كل جوانب حياتنا، فالحث الكهرومغناطيسي هو المبدأ الذي يعمل عليه المحول الكهربائي الذي يغذي أجهزتنا في المنزل، والمحرك الكهربائي الذي يدير سياراتنا، والمولد الكهربائي الذي ينتج الطاقة في محطات توليد الكهرباء، بل إن هذا المبدأ هو أساس عمل العديد من الأجهزة الإلكترونية المتقدمة، مثل الهواتف الذكية والحواسيب.
وبالتالي، فإن اكتشاف فاراداي للحث الكهرومغناطيسي ليس مجرد حدث تاريخي، بل هو إرث خالد يؤثر في حاضرنا ومستقبلنا، إنه تذكير لنا بأهمية العلم والبحث العلمي في تقدم الحضارات وتطوير المجتمعات.