Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

زي النهارده| اختراع التصوير الضوئي يغير مجرى التاريخ

في مثل هذا اليوم، 6 أكتوبر من عام 1942، شهد العالم ميلاد تقنية ستغير مجرى التاريخ، حين حصل المبتكر الأمريكي تشيستر كارلسون على براءة اختراع لعملية التصوير الكهربائي، التي أصبحت تعرف فيما بعد بالتصوير الضوئي.

كانت هذه اللحظة تتويجا لسنوات من العمل الدؤوب والتجارب المتكررة، حيث سعى كارلسون جاهدا لإيجاد طريقة أسهل وأسرع لنسخ الوثائق.

لم يكن طريق كارلسون مفروشا بالورود، فقد قوبل باستهزاء وسخرية من الكثيرين الذين اعتبروا فكرته ضربا من الخيال، ورفضت العديد من الشركات فكرته، معتبرة أنها غير قابلة للتطبيق تجاريا، ومع ذلك، لم يستسلم كارلسون، وواصل العمل بإصرار وتصميم، ليتمكن أخيرا، وبعد سنوات من الجهد المضني، من إقناع شركة هالويد بترخيص براءة اختراعه، والتي أطلقت على هذه التقنية الجديدة اسم “النسخ الضوئي”.

كان اختراع التصوير الضوئي بمثابة شرارة الثورة المعلوماتية، حيث أتاح للبشرية وسيلة سريعة وفعالة لتكثير المعلومات ونشرها.

قبل هذا الاختراع، كانت عملية النسخ تتطلب وقتا وجهدا كبيرين، وكانت تعتمد على طرق تقليدية مثل النسخ اليدوي أو الطباعة الحجرية، ومع ظهور التصوير الضوئي، أصبح بإمكان أي شخص نسخ أي وثيقة بسهولة وبدقة متناهية.

لم يتوقف تطور التصوير الضوئي عند هذا الحد، بل شهد تطورات هائلة على مر السنين، فقد تحولت آلات النسخ الضوئي الضخمة إلى أجهزة مكتبية صغيرة الحجم، ثم إلى طابعات متعددة الوظائف قادرة على النسخ والطباعة والمسح الضوئي، كما ساهم التصوير الضوئي في تطوير العديد من التقنيات الأخرى، مثل الفاكس والنسخ الرقمي.

ومن الصعب تخيل حياتنا اليومية بدون التصوير الضوئي. فقد أصبح هذا الاختراع جزءا لا يتجزأ من كل مؤسسة تقريبا، من المدارس والمكاتب إلى المستشفيات والحكومات.

وبفضل التصوير الضوئي، أصبح بإمكاننا حفظ السجلات والمستندات الهامة، وتبادل المعلومات بسرعة وفعالية، وتطوير البحوث والدراسات، كما ساهم التصوير الضوئي في تسهيل العديد من المهام اليومية، مثل طباعة الوثائق وتصوير الصور.

لم يكن كارلسون يدرك حينها أن اختراعه سيغير العالم، وسيصبح أساسا للثورة المعلوماتية التي نعيشها اليوم، لكن نجاح هذه التقنية كان مذهلا، حيث انتشرت بسرعة في جميع أنحاء العالم، وتحولت شركة هالويد إلى عملاق صناعي تحت اسم زيروكس.