في مثل هذا اليوم، 30 سبتمبر من عام 1980، شهد عالم التكنولوجيا حدثا مفصليا غير مسار الاتصالات بشكل جذري، ففي هذا اليوم، أطلقت شركات ديجيتال وإنتل وزيروكس الإصدار الأول من مواصفات إيثرنت، المعروفة باسم “الكتاب الأزرق“.
كانت هذه الخطوة بمثابة شرارة الانطلاق لثورة الاتصالات الحديثة، حيث وضعت حجر الأساس للشبكات المحلية التي أصبحت العمود الفقري للإنترنت الذي نعرفه اليوم.
قبل إيثرنت، كانت الاتصالات بين الأجهزة محدودة ومتخصصة، أما مع ظهور إيثرنت، فقد أصبح من الممكن ربط أجهزة الكمبيوتر والمعدات الأخرى بسهولة ومرونة، مما مهد الطريق لتطوير العديد من التطبيقات والخدمات التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، مثل البريد الإلكتروني ومواقع الويب والتجارة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي.
لم تتوقف أهمية إيثرنت عند هذا الحد، بل استمرت في التطور والتوسع لتشمل مجموعة واسعة من المجالات، من الصناعة والرعاية الصحية إلى التعليم والترفيه، فقد أصبحت إيثرنت الأساس الذي تقوم عليه العديد من التقنيات الحديثة، مثل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي.
كانت هذه التقنية، التي أطلق عليها اسم “الكتاب الأزرق”، ثمرة تعاون بين شركات عملاقة في مجال التكنولوجيا، وكانت تهدف إلى توفير طريقة موحدة وفعالة لربط الأجهزة المختلفة في شبكة واحدة.
منذ ذلك الحين، شهدت إيثرنت تطورا مذهلا، حيث انتقلت من شبكات بطيئة ذات نطاق محدود إلى شبكات فائقة السرعة قادرة على نقل كميات هائلة من البيانات في وقت قصير جدا، وقد أدى هذا التطور إلى ظهور العديد من المعايير الجديدة والأجيال المتتالية من تقنية إيثرنت، والتي ساهمت في زيادة كفاءة ومرونة الشبكات.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت إيثرنت في تطوير العديد من التقنيات الأخرى، مثل بروتوكولات الإنترنت (TCP/IP) التي تشكل العمود الفقري للإنترنت، كما لعبت دورا حاسما في تطوير شبكات الأجهزة المتنقلة، مثل شبكات واي فاي وبلوتوث.
وأدى إطلاق مواصفات إيثرنت إلى تسريع وتيرة التطور التكنولوجي، مما أدى بدوره إلى ظهور العديد من الصناعات والخدمات الجديدة، فقد ساهمت إيثرنت في خلق فرص عمل جديدة وزيادة الإنتاجية في العديد من القطاعات، كما ساهمت في تقريب المسافات بين الناس والشعوب، مما أدى إلى تعزيز التعاون والتبادل الثقافي.
بالإضافة إلى ذلك، لعبت إيثرنت دورا هاما في تطوير المجتمعات المعرفة، حيث أتاحت الوصول إلى المعلومات والمعرفة بسهولة وسرعة.